كتبت سمر الخوري في “المركزية”:
تؤمن وزارة الصحّة أنّ وضع رؤية وطنية شاملة للتحوّل الرقمي من شأنه أن يساعد على إيجاد العديد من الحلول للقطاع الصحيّ الغارق في الأزمات من الدواء الى الإستشفاء فالوباء… وقد يكون برنامج تتبع الدواء خير دليل على ذلك بحسب ما يؤكد وزير الصحّة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض.
انطلاقا من هذا، إفتتح الأبيض بالأمس منتدى “التحوّل الرقمي” في القطاع الصحي – رؤية للمستقبل”، والذي هدف من خلال الجلسات المتواصلة الى تسليط الضوء على الأنظمة الرقمية والبرامج والتطبيقات المعتمدة في وزارة الصحة وفعاليتها في تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين.
والى حين الانتقال الى المرحلة المقبلة تدريجا، كان هذا اللّقاء مع الأبيض الذي تناول عددا من المشكلات التي تواجه القطاع اليوم.
في الحديث عن الصرخة التي أطلقت أخيرا من مرضى غسل الكلى، يؤكد الأبيض لـ”المركزية” أنّ الصرخة محقة، موضّحا أنّ السقوف المالية كافية لتغطية تكاليف العلاج هذا الشهر، لكن خوف المرضى هو من أن لا تكفي السقوف للأشهر المقبلة، وعليه، تجهد الوزارة في سعيها لزيادة الاعتمادات، مشيرا الى انه تابع هذا الموضوع مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، آملا بأن يتم ادراجه على جدول أوّل جلسة لمجلس الوزراء”.
شركات الأدوية: عن المشاكل التي تواجه شركات الأدوية في استيراد الدواء خصوصا في هذه الازمة، يلفت الأبيض الى أنّ الانتقال نحو العالم الرقمي، يسمح للشركات بتحديد حاجات السوق المحليّة، ومعرفتها مسبقا قبل مدة زمنية، لأنّ اعتمادها يصبح على الأرقام والاحصاءات، وعندها، تصرف الأموال المخصصة من مصرف لبنان لاستيراد الدواء على حاجة لبنان من الدواء بحسب ما تظهره تلك الأرقام.
التهريب: ماذا عن تهريب الدواء الى لبنان الذي لا يزال يتفاعل رغم كلّ التحذيرات نظرا لفقدان عدد من الأدوية وارتفاع أسعار عدد آخر؟ يشير الأبيض الى أنّ الوضع بحاجة الى التشدد بضبط الحدود، وهو ما بحثه مرارا مع وزارة الداخلية.
وفي السياق، يلفت الأبيض الى أنّ الدواء بات مؤمّنا بشكل أكبر ومتوافرا، خصوصا في مراكز الرعاية، لكن لا يزال بعض الناس يبحثون عن الدواء الأرخص، محذرا في الوقت عينه من احتمال أن تكون الأدوية المهرّبة مزورة، كما يمكن أن لا تحتوي بالأساس على دواء، هذا عدا عن أنها قد تشكل خطرا على المريض وحياته، وهذا الأمر بحاجة الى جهود مكثفة من وزارة الصحة كما من نقابتيّ الأطباء والصيادلية ومن المجتمع الأهلي للتوعية على مدى خطورته، خصوصا أنّ توفير بعض الأموال قد تكون كلفته أحيانا مرتفعة على الصحة.
المستشفيات: يؤكد الابيض ان المستشفيات حكومية كانت ام خاصة تواجه مشاكل كثيرة، الا انّ المستشفيات الحكومية لا تحصّل الفروقات من المرضى مباشرة، في حين تتقاضى المستشفيات الخاصة فواتيرها بالدولار، معربا عن أسفه لتحويل المستشفيات الى تجارة وليس كواجب انساني، موضحا ان المستشفيات الحكومية التي تقف الى جانب الفقير، تُعاني من المشاكل والازمات ومن واجب وزارة الصحة تأمين الدعم لها عن طريق المساعدات.