فادي عيد – الديار
يُتوقع أن يكون الأسبوع المقبل مفصلياً على مستوى الإستحقاق الرئاسي، حيث طُرحت في الأيام الماضية سيناريوهات عدة، وفي آخر المعلومات والمعطيات، أن الاسبوع المقبل سيشهد حراكاً لافتاً على المستوى الداخلي من خلال قوى المعارضة التي ستعلن إسم مرشّحها، والذي سيكون من ضمن ثلاثة أسماء في حال لم يحدث ما يحول دون ذلك، وبانتظار استكمال صاحب المبادرة النائب غسان سكاف بعد عودته من الخارج، حيث يتواجد في واشنطن بهدف إجراء اتصالات مع اكثر من جهة وطرف داخلي وخارجي، وحتى سعودي، وبالتالي، أن ذلك من شأنه أن يقطع الطريق على الفريق الآخر، بمعنى أن للمعارضة مرشّحها المحايد، والقادر على النهوض بالبلد، من خلال الأسماء الثلاثة المعروفة، وهذا من شأنه أن يدعو رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى عقد جلسة مخصّصة لانتخاب الرئيس العتيد للجمهورية، إذ ينقل عن الدائرة المقرّبة منه، بما معناه أنه غير مستعد ولن يدعو إلى أي جلسة، إلا بعد تأكده بأنها ستكون حاسمة كي يتم خلالها انتخاب الرئيس الجديد.
ولكن في موازاة ذلك، يتابع المقرّبون، فإن أي إسم من المرشحين الثلاثة للمعارضة، أو للطرف الأخر الذي بات معروفاً، أي رئيس تيار “المردة” إنما يحتاج ليس فقط إلى إجماع داخلي، ولكن أيضاً إلى غطاء دولي وإقليمي، من أجل الحوار مع صندوق النقد الدولي وعقد مؤتمر للدول المانحة، ومن ثم إعادة تحريك ملف أموال “سيدر” المقدرة بـ11 مليار دولار، وذلك من خلال رزمة إصلاحات مطلوبة، أي أن الرئيس الذي سيُنتخب سيكون واضحاً في رؤيته وعلاقاته وحرصه على الإصلاح مع حكومة متجانسة.
وفي سياق متصل، يبقى السؤال المطروح ما إذا كان رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط سيؤيّد السير بإسم من الثلاثة الذين طرحتهم المعارضة، وكانوا نتيجة مشاورات ولقاءات وجولات النائب سكاف؟ هنا، ينقل، وفق المتابعين، أن جنبلاط كان السباق في طرح هذه الأسماء، إضافة إلى أسماء أخرى، ولكن نتيجة تباينات مع بعض الأطراف، إنكفأ زعيم المختارة وأوقف مبادرته، وبالتالي، سيحدِّد موقفه مساء غد الإثنين في خلال إطلالة إعلامية متلفزة، سيُركِّز خلالها على الإستحقاق الرئاسي، ووفق المعلومات المتوفرة، سيضع الكرة في متناول نجله رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب تيمور جنبلاط، حيث سيؤكد رئيس التقدمي بأن تيمور هو مَن يُقرِّر وصاحب الشأن والقرار، وسيعلن أن خيار الرئاسة هو في عهدة “اللقاء الديمقراطي”، ما يعني أنه لن يدخل في أي مساجلات أو خلافات مع أي طرف كان، بعد استيائه لكل ما رافق مبادرته، إلى أمور أخرى، إنما سيعلن عناوين أساسية حول الإستحقاق الرئاسي، وكل ما جرى ويجري، وقد يُستشف منها ما سيكشفه جنبلاط، وإلى أين يسير الإستحقاق والنقطة التي بلغها، وقد يقول كلاماً كبيراً في هذا الإطار، دون أن يتبنى أي إسم أو مرشح معيّن، وعلم أنه سيوجِّه بعض السهام إلى الخصوم والحلفاء والأصدقاء، وذلك، على خلفية ما يتّصل بالإنتخابات الرئاسية، وما له صلة بمواقف البعض من الإستحقاق، هذا بالإضافة إلى أن جنبلاط سيتناول التحوّلات الأخيرة التي حصلت بعد المصالحات والتقارب على المستويين العربي والإقليمي.
ويبقى أن الأيام المقبلة ستكون على قدر كبير من الأهمية، بعدما بات الجميع محشوراً وغير قادر على المناورة في ظل ما تبلّغته معظم الأطراف والقوى الأساسية من الدول المعنية بالملف اللبناني، حيث لم يعد بوسعهم المناورة لتحقيق مكاسب والحصول على ضمانات، وهذا ما قيل للبعض من قبل أكثر من سفير عربي وغربي.