كتب داني حداد في موقع mtv:
يغرق الإعلام اللبناني بـ “الروايات” الرئاسيّة. بعضها من نسج الخيال، لملء الصفحات. وبعضها مسرّب لأهدافٍ وإيحاءات، خدمةً لمرشّحين.
حسمت جريدة “الأخبار” في الأمس مصير الانتخابات. كتبت أنّ السعوديّة بدّلت موقفها، ما يعني أنّ سليمان فرنجيّة سيُنتخب. كان سبق ذلك تسريب معلومة في بعض الأوساط السياسيّة عن تغييرٍ في الموقف السعودي تلبيةً لطلبٍ فرنسي، ما شكّل بلبلةً في بعض الكتل النيابيّة التي صدمها الخبر.
لكنّ مصدراً مطّلعاً أكّد أنّ الموقف السعودي لم يشهد أيّ تبديل، “والمملكة ما تزال على رأيها بوجوب انتخاب رئيس من خارج الاصطفافات، وما يُحكى في هذا المجال مجرّد تمنّياتٍ من جهاتٍ لبنانيّة”.
وأضاف المصدر: “أبلغت السعودية موقفاً واضحاً للمسؤولين الفرنسيّين، وأبلغ سفيرها في لبنان موقفها لعددٍ من المرجعيّات، منها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي حيث قال له حرفيّاً إنّ دعم انتخاب فرنجيّة غير وارد”.
وما يلاقي كلام المصدر ما صدر بوضوح عن كبير المستشارين لشؤون أمن الطاقة الأميركي آموس هوكستين، عند لقائه أمس الوفد النيابي اللبناني الذي يزور واشنطن، حيث قال، ردّاً على سؤال عن تغيير الموقف السعودي: It’s Bullshit، أي هذا هراء.
وسمع الوفد تأكيداً أميركيّاً بأنّ الموقف السعودي لم يتبدّل، من دون أن يعبّر المسؤولون الأميركيّون عن موقفهم الخاص أو أن يعلنوا دعم مرشّح معيّن.
أما في بيروت، فيجدر التوقف عند أمرين. ما أكّده مصدر “قوّاتي” لموقع mtv عن استبعاد حصول أيّ تغييرٍ في الموقف السعودي، مشيراً الى أنّ نوّاب “القوات” لن يصوّتوا لصالح فرنجيّة، مهما تبدّلت المواقف.
الأمر الثاني تأكيد مصادر اللقاء الديمقراطي أنّ انتخاب فرنجيّة من قبل نوّاب اللقاء دونه شرطين: الأول، رفع “الفيتو” السعودي عنه، وتأييد أحد “المسيحيَّين” له، أيّ سمير جعجع أو جبران باسيل.
وعليه، فإنّ حصول تغييرٍ في المشهد الخارجي لا يعني حلّاً للأزمة الرئاسيّة. وعليه، أيضاً، ما من حلٍّ قريب لهذه الأزمة، لأنّ الانتقال الى مرحلة التشاور على الاسم التوافقي يستدعي انعدام حظوظ فرنجيّة، وهو ما لم يحصل بعد، وقد لا يحصل قريباً.
وإن لم يُنتخب رئيسٌ في حزيران، أي قبل نهاية ولاية حاكم مصرف لبنان، فإنّ الأمر قد يطول كثيراً. وبدل انتظار التغيير في مشهد الخارج، حبّذا لو تستيقظ ضمائر بعض من في الداخل…