22-نوفمبر-2024

كتب نادر حجاز في موقع mtv:

تحدّث الفرقاء اللبنانيون أمام ضيفهم القطري أكثر ممّا استمعوا، فلا مبادرة عرضتها الدوحة ولا أسماء ولا مرشحين محددين ولا حتى مواصفات.

استطلع وزير الدولة في وزارة خارجية قطر محمد بن عبد العزيز الخليفي في بيروت عن قرب، ليعود محمّلاً بثقل الخلافات اللبنانية المعروفة سلفاً، بانتظار ما سيبادر به أعضاء اللقاء الخماسي لاحقاً باتجاه لبنان وأي تسوية قد يسوّقون لها للخروج من الأزمة. فالوفد التقى، بتنسيق واضح مع السعودية، كل القوى السياسية من دون استثناء بمن فيهم حزب الله، فكان اللقاء من دون صورة مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، كما في ميرنا الشالوحي، لكنه يحمل دلالات استثنائية قد تؤشر الى اقتراب عقارب تسوية ما استدعت الانفتاح على الجميع.

جاءت أجواء لقاءات الخليفي متشابهة بين المقرّات التي زارها، وأشار عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب ميشال موسى، في حديث لموقع mtv، الى أن الزيارة كانت للاستماع واستكشاف الآفاق أكثر منها لطرح مشروع متبلور، مذكّراً بأن قطر هي جزء من اللقاء الخماسي حول لبنان وما سيصدر لاحقاً سيكون بطبيعة الحال عن هذا اللقاء.

وفيما اعتبر أن الأمور لا تزال في مرحلة الأخذ والرد بين الفرقاء، أمل الوصول الى إمكانيات تتيح انتخاب رئيس، مشدداً على ضرورة تفاهم اللبنانيين فيما بينهم أولاً، وأن يستفيدوا من أجواء الهدوء الاقليمية بعد الاتفاق الايراني السعودي، وأن يحاولوا صياغة الحلول وبلورة أفكارهم من أجل انتخاب رئيس.
ورداً على سؤال حول مدى تمسّك “الثنائي” بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، أشار موسى الى أن “السياسة متحرّكة ولم تكن يوماً جامدة، والأمور رهن التواصل السياسي”، كاشفاً رداً على سؤال أن “الرئيس نبيه بري قد يدعو الى جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية بوجود مرشَحين معلَنين كإعلان سليمان فرنجية ترشيحه رسمياً مثلاً، وعلى أمل ألا تكون كالجلسات الماضية”.

الصورة كانت شبيهة في كليمنصو أيضاً، حيث كشف أمين سر كتلة اللقاء الديمقراطي النائب هادي أبو الحسن، الذي شارك في اللقاء، أن “زيارة الموفد القطري تأتي في سياق جولة استطلاعية بعد اللقاء الخماسي الذي عُقد في باريس وكانت قطر ممثلة فيه من خلال الوزير الخليفي”، مضيفاً: “الزيارة هي بتنسيق عالٍ مع السعودية، وفيها الحرص الشديد على لبنان وعلى مساعدة اللبنانيين للخروج من الأزمة، لكن المسؤولية الأولى تبقى علينا كلبنانيين”.
وقال أبو الحسن، في حديث لموقع mtv: “كان لقاء لتبادل الأفكار ولم يتم التطرق الى الأسماء بل كان فيه تطلّع الى المستقبل والسعي لقيام كل فريق بما يلزم من أجل هذا التوافق، وأعتقد أن هذه الخطوة لن تكون يتيمة بل ستتبعها خطوات تساهم في الخروج من الأزمة”.

وفي معراب استمع الخليفي لوجهة نظر “القوات اللبنانية”، وكشف الوزير السابق ريشار قيوميجيان، الذي شارك في اللقاء، لموقع mtv أنه “لم تُطرح أسماء مع الموفد القطري الذي كان مستمعاً أكثر مما هو متكلّماً”، مضيفاً “أبدينا وجهة نظرنا، فنحن متفقون على مواصفات الرئيس القادر على إنقاذ البلد، لكننا أبلغناهم موقفنا برفض أي رئيس ممانع وينتمي الى فريق حزب الله كما الصيغ التسووية المطروحة كسليمان فرنجية وغيره، فالتجارب أثبتت عقم هذه المقاربات وعقم الممارسة بعدما كانوا في السلطة وكانت معهم الأكثرية في السنوات الأخيرة ورأينا الى أين أخذوا البلد، ولا يمكننا أن نعيد التجربة إنما نحن بحاجة الى رئيس ينقذ البلد ويأخذه الى اتجاه جديد”.
وأشار الى أنه “لم تكن هناك مبادرة إنما جولة مشكورة لاستطلاع الرأي، فالجانب القطري يهمّه إنقاذ لبنان وانتخاب رئيس وإنقاذ الوضع الاقتصادي”.

وعن مدى الليونة في موقف “القوات” تجاه أي تسوية محتملة، قال قيومجيان: “نقرّر على ضوء ما سيُطرح لكننا لن نسير إلا بما يتناسب مع طروحاتنا وآمالنا، ولا نقبل بأي رئيس تسوية إنما يجب أن نجد فيه عنوان انقاذ لبنان وأن يكون رئيساً فعلياً يستعيد زمام المبادرة ويستعيد قرار الدولة اللبنانية”.