28-مارس-2024

كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:

بلديات في النبطية «رفعت العشرة» بعد عجزها عن رفع النفايات من الطرقات، داعية الناس الى التبرّع كي لا تغرق القرى فيها.

لم يكن مستغرباً دعوة بلدية حاروف أبناء البلدة الى التبرّع لجمع النفايات وتصل كلفتها الشهرية الى 125 مليون ليرة، فالبلدية التي حُلّت بعد اقلّ من أسبوعين على الانتخابات البلدية التي جرت عام 2018، تواجه شتّى الازمات التي لا تقلّ خطورة عن أزمات البلد: مياه، نفايات، صفر خدمات…

ليست بلدية حاروف وحدها التي أعلنت بطريقة ما «افلاسها»، فبلديات عدّة ستلحق بها في ظلّ ضعف الموارد المالية، وعدم تحويل أموال البلديات من الصندوق البلدي المستقلّ. وعليه، النفايات ستكون الأزمة المنتظرة في القرى في زمن الـ»كوليرا». فكيف ستواجه البلديات المخاطر المحدقة بها؟

لا تتوقع مصادر متابعة أي حلحلة مرتقبة، لا سيّما وأنّ عدداً كبيراً من البلديات بات يعتمد على التبرّعات والهبات لتسيير بعض المرافق وتأمين المازوت للآبار والآليات، ولكنّها تبرّعات آنية. فالازمة المالية أطاحت بقدرات البلديات فتحوّلت إلى «صفر انتاجية». وعليه، تؤكد المصادر عدم قدرتها على مواجهة الـ»كوليرا».

يبدو أنّ الفراغ الرئاسي ستكون له عواقب وخيمة على البلديات التي هي بمثابة جمهورية مصغرة، «وما يصيب الجمهورية الكبرى سيلحق بالصغرى»، تؤكد المصادر، رامية الكرة في ملعب الأحزاب «التي يفترض بها دعم البلديات قبل أن تتضخّم الأزمات، ولكنّها قد لا تفعلها في ظل الصراع الذي بدأ يحتدم بينها على بعد أشهر من الانتخابات البلدية، فالأحزاب تعمل بعيداً من البلدية لكسب الناس، ولن تقدم شيئاً لتظهر أن البلدية عاجزة والتغيير مطلوب».

البلديات بمعظمها دخلت في عجز مالي، وباتت عاجزة، ليس عن رفع النفايات فقط، بل ايضاً عن تأمين أبسط الخدمات التنموية كتنظيف الشوارع وازالة الأوساخ عن الطرقات ودفع رواتب العمال والموظفين، ما يعني أنّ هناك أزمة مرتقبة في القرى بسبب ضعف البلديات التي باتت تعتمد على التبرّعات لاصلاح أعطال الآليات وتوفير المازوت والخدمات…