أكّد الباحث في معهد “كوينسي” مارك بيري أنّ “إسرائيل تعيش أسوأ كوابيسها اليوم”، محذراً من أنّ عرب 48 سيصطفون إلى جانب الفلسطينيين الذين يعيشون في ظل الاحتلال في النزاع العربي-الإسرائيلي القادم، حيتما يندلع.
وفي مقالته المنشورة في مجلة “ناشيونال إنترست”، يكشف بيري أنّ صنّاع السياسيات الأميركيين يعتقدون “بشكل متزايد” أنّ العدوان الأخير على غزة كان “مختلفاً”. وفي هذا الإطار، يعود بيري إلى سلسلة المواجهات التي اندلعت بين المستوطنين الإسرائيليين وسكان حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة أوائل أيار الجاري، لافتاً إلى أنّ حشوداً يهودية جابت الشوارع وراحت تهتف “الموت للعرب” وتبحث عنهم للاعتداء عليهم. ويلفت بيري إلى أنّ الاعتداءات كانت حامية بشكل كبير في اللد (قرب تل أبيب)، مشيراً على أنّ رئيس البلدية اليهودي شبه الوضع بـ”الحرب الأهلية”. ويتابع بيري بالقول إنّ الحوادث التي شملت اعتداءات على العرب وإحراقاً لمعابد يهودية هزّت “المنظومة السياسية الإسرائيلية”.ويضيف بيري: “في الواقع، التهديد الذي شكلته إسرائيل على حماس كان أقل خطورة بكثير بالمقارنة مع ما واجهته إسرائيل وما زالت تواجهه في المدن والبلدات والأحياء الكائنة في بلدها”، على حدّ تعبيره.
ويتابع بيري بالقول إنّ اتساع رقعة عنف مجموعات المستوطنين واندلاع مواجهات معادية للعرب في عكا وحيفا ويافا وطمرة وبات يام وغيرها من المواقع دفعت وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى التحرك؛ وقّع غانتس أمراً لتجنيد 10 سرايا احتياط من قوات عناصر “حرس الحدود”، وذلك دعماً وتعزيزاً لعمل الشرطة. كما قرر غانتس وضع الجيش الإسرائيلي في وضعية الاستعداد لمساعدة الشرطة أو حرس الحدود في كل ما هو ضروري، بما في ذلك عملية التجنيد والآليات اللوجستية وتدريب وتجنيد الوحدات من أجل انخراطها في الخدمة بسرعة وفعالية.
ويعلّق بيري بالقول إنّ قرار غانتس ذكّر الأميركيين بقرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي اتخذه بالتزامن مع احتجاجات حركة “حياة السود مهمة” العام الماضي، وذلك عندما تم نشر حراس سجون يحملون السلاح والعصي من تكساس في شوارع العاصمة.
توازياً، يتناول بيري تنامي شعور عرب 48 بأنّهم مواطنون درجة ثانية، مذكراً بتشريع الكنيست في تموز العام 2018 “الهيمنة اليهودية” بنص يؤكد أنّ “حق تقرير المصير القومي في إسرائيل ينحصر بالشعب اليهودي”.
وهنا، يستشهد بيري بمقالة المحلل الإسرائيلي دافيد هوروفيتس، لافتاً إلى أنّ الصحافي حمّل الزعماء السياسيين الإسرائيليين المتحالفين مع الأحزاب اليمينية المعادية للعرب مسؤولية “الانتفاضة العربية في إسرائيل”.
وإذ يؤكد بيري أنّ تأثير الأحداث في إسرائيل “كبير” في الولايات المتحدة، يتوقع أن يشارك عرب 48 والفلسطينيون الذين يعيشون في ظل الاحتلال بجولة المواجهة المقبلة. كذلك، يتوقع بيري أن يهتم الأميركيون في الأعوام المقبلة بمسألة الحقوق وليس الصواريخ “بما لا ينسجم مع رغبات الحكومة الإسرائيلية”.