01-نوفمبر-2024

صرحت سيدة ثلاثينية تحاول شراء بعض الاحتياجات من مركز للتسوق بضاحية جبرة جنوبي الخرطوم وهي تحمل طفلتها ذات العامين انه “بدلا من استنشاق روائح الخبائز والاستعداد للعيد، اختاروا لنا الاصطباح بروائح الدم والبارود”.تبدي إنعام عبد الله غضبها الشديد على ما آلت إليه الأوضاع الأمنية في العشر الأواخر من رمضان من دون أن تخفي استغرابها من أسباب نشوب معارك وسط الأحياء والمرافق السكنية في الخرطوم وحيث تقيم بمنطقة جبرة التي تشهد اشتباكات متقطعة بين قوات الدعم السريع والجيش بلا اعتبار لحياة المدنيين لا سيما الأطفال وكبار السن.وتقول للجزيرة نت إن حياتهم انقلبت رأسا على عقب خلال ساعات فلم يكن متوقعا أن تتحول الخرطوم إلى ساحة قتال، وتروي كيف أنهم كانوا يخططون لشراء احتياجات العيد للأطفال وتحضير الخبائز كما اعتادوا كل عام لكنهم الآن باتوا لا يدرون كيف ستكون أيامهم القادمة في ظل التعقيدات الأمنية الشديدة، كذلك تتحدث عن إغلاق الأسواق وصعوبة الحركة للوصول إلى مراكز التسوق في ظل المهددات الأمنية وانتشار العسكر من الطرفين في مناطق متفرقة بنحو يصيبها وأطفالها بالرعب والهلع الشديد.

انقطاع الكهرباء والمياه
وألقت الاشتباكات بين “الدعم السريع” والجيش السوداني بظلالها على شبكة الخدمات الأساسية، وشهدت مناطق عديدة في العاصمة انقطاع التيار الكهربائي وإمدادات المياه لساعات طويلة.

وشهدت منطقة وسط الخرطوم بحري انقطاع التيار الكهربائي منذ بداية الاشتباكات، ويؤكد محمد عثمان إبراهيم لـ “الجزيرة” أن التيار لم يعد إلا 3 ساعات، كما انقطع الإمداد المائي وأغلقت المرافق الخدمية الحيوية مثل الصيدليات والأسواق وانعدمت المواصلات، وتحدث للجزيرة نت عن انتشار عسكري واسع بسوق الخرطوم بحري واضطرار أعداد كبيرة من المواطنين إلى المغادرة راجلين بحثا عن مناطق أكثر أمننا.

وعلى مقربة من المدينة الرياضية حيث اندلعت شرارة المواجهات المسلحة، يعيش سكان حي الصحافة جنوب الخرطوم ساعات عالية التوتر مع استمرار المناوشات وتعالي أصوات القصف الذي أدى إلى إغلاق السوق المركزي للخضر والفواكه بعد أن فوجئ الباعة في اليوم الأول بالمعارك تندلع قبالتهم دون سابق إنذار.بحث عن ملجأ
وتحدثت أسر عديدة في حي الصحافة عن أنهم لم يحاولوا تخزين مواد تموينية وسلع أساسية لانتفاء الدواعي للخطوة قبل أن تفاجئهم أحداث العنف، مناشدين الجيش و”الدعم السريع” ضرورة اتخاذ قرار بالتهدئة ووقف إطلاق النار.(الجزيرة)