19-أبريل-2024

ذكر موقع “الجزيرة” أنّ العالم اعتاد على صمت إسرائيلي محكم عند وقوع هجمات داخل إيران، في حين يسرب الإعلام الأميركي أنباء هذه الهجمات بعد دقائق من تنفيذها، وكان آخر ذلك ما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الغارة بالمسيّرات التي استهدفت منشأة عسكرية في أصفهان ليلة أول أمس الأحد نفذتها إسرائيل.

وذكر دبلوماسي أميركي سابق أن “اختيار الصمت يتناغم مع إستراتيجية إسرائيلية قديمة وطويلة الأمد، فحتى اليوم لم تقر إسرائيل بامتلاكها سلاحا نوويا على الرغم من إدراك العالم هذه الحقيقة، وفي حالة إيران لم تعترف إسرائيل أبدا باغتيال علماء إيرانيين أو بتفجير بعض المنشآت أو شن هجمات سيبرانية، ونحن في واشنطن نعلم من قام بهذه الهجمات”.

إطار إقليمي وعالمي أوسع لهجوم أصفهان
وجاء هجوم أصفهان الأخير في ظل العلاقات المضطربة بين إيران من جهة والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى وبعدما اشترت روسيا مئات الطائرات المسيرة من إيران والتي استخدمتها لضرب المدن الأوكرانية وبعد أن أصبح التحالف العسكري المتعمق بين إيران وروسيا يمثل مصدر قلق متزايد لواشنطن.

ومن غير الواضح ما إذا كانت واشنطن قد لعبت دورا في ضربة أصفهان، أو ما إذا كانت إسرائيل التي رفضت حتى الآن إمداد كييف بأي أسلحة قد وافقت على تنفيذ هذا الهجوم جزئيا لإحباط شحنات الطائرات المسيرة الإيرانية إلى الروس، وقال المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر إن الجيش الأميركي لم يلعب أي دور في هذه الضربات.

ويقول الدبلوماسي الأميركي إن “خروج أخبار وقوع هجمات داخل إيران يتسق مع التنسيق الكبير بين إسرائيل والولايات المتحدة، كما أن تسريبها من واشنطن يمنحها الكثير من المصداقية، خاصة في الساعات الأولى التي يحوم حولها الشك وفي ظل ضآلة المعلومات بشأن ما جرى”.

ويأتي التصعيد بعد أيام فقط من توجه مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز إلى إسرائيل، كما جاء الهجوم بعد أقل من أسبوع على إجراء الجيشين الأميركي والإسرائيلي أكبر مناورة عسكرية مشتركة على الإطلاق بينهما شارك فيها أكثر من 7500 عنصر من الجانبين، وتم خلالها التدريب على سيناريوهات تدمير أنظمة الدفاع الجوي وإعادة تزويد الطائرات النفاثة بالوقود، وهو ما قد يشكل عناصر رئيسية في ضربة عسكرية مستقبلية ضد إيران.

ويمثل الهجوم فصلا آخر في الصراع طويل الأمد بين إسرائيل وإيران، حيث استخدمت إسرائيل التخريب والاغتيال وضربات الطائرات المسيرة لاستهداف برنامج طهران النووي وقدراتها في مجال الأسلحة التقليدية، وقامت إيران بتسليح العديد من القوى على طول الحدود مع إسرائيل، سواء داخل لبنان أو في سوريا أو حتى داخل الأراضي الفلسطينية.