29-مارس-2024

تمرّ حرب أوكرانيا بأضيق حلقاتها منذ اندلاعها قبل 11 شهراً، وسط تعهد دول بحلف شمال الأطلسي “ناتو” بتقديم أسلحة ثقيلة لكييف، فيما تصعد روسيا بالرد في الميدان عبر تدمير البنية التحتية الأوكرانية.

واختلف اثنان من الخبراء، أحدهما يتبع الجانب الروسي والآخر جانب حلف الناتو في حديثهما لموقع “سكاي نيوز عربية” بشأن ما إن كان هذا التصعيد قد يختم الحرب بانفجارات نووية، وإن اتفقا على توقع حدوث أمر غير عادي هذا العام.

تعهدات الناتو

ويوم الجمعة، تعهد وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن بأن شركاء أوكرانيا “ملتزمون بدعمها حتى تلبي احتياجاتها وتدافع عن نفسها”، وذلك خلال اجتماع أكثر من 50 دولة ومنظمة داعمة لأوكرانيا في قاعدة “رامشتاين” العسكرية الأميركية فى ألمانيا.

كذلك، قالت المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأميركية، هالة غريط، لـ”سكاي نيوز عربية” في وقت سابق، إنَّ واشنطن تلتزم بتقديم المساعدات الإنسانية والاقتصادية والدبلوماسية لأوكرانيا، بجانب الدعم العسكري.

والخميس، أعلنت واشنطن حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا بقيمة 2.5 مليار دولار، تشمل مركبات مدرعة.
بدوره، صرّح مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الجمعة، بأنّ الدول الأوروبية مستعدة لإرسال دبابات ثقيلة، وأنه “علينا أن نمنح أوكرانيا الأسلحة اللازمة ليس فقط لصد الهجمات كما يفعلون حاليا، وإنما لاستعادة أراض أيضاً”.

الرد الروسي

وسريعاً، ردت موسكو بتعبيرات حادة، إذ أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا أنّ “حزب الحرب المسعور” في كييف هو من يُحدّد النغمة بعد أن فقد إحساسه بالواقع، وقالت: “في مثل هذه الظروف، تصبح المفاوضات مع أوكرانيا غير واردة”.

أما المُتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف فقال إن “العلاقات الثنائية في أدنى مستوياتها تاريخيًا للأسف”.
بدوره، توقع السفير الروسي لدى واشنطن، أناتولي أنتونوف، أن “سياسة الإدارة الأميركية لضمان الهزيمة الاستراتيجية لروسيا في أوكرانيا ستقود العالم نحو كارثة”.

بتعبير الأكاديمي الروسي في السياسة الدولية ديميتري فيكتوروفيتش، فإن واشنطن هي المُستفيد الأول من الحرب الدائرة عبر إجبار شركائها في “الناتو” على تمويل نهضة الصناعة العسكرية الأميركية التي لم تر هذا الكم من الأموال حتى خلال الحرب الباردة.

ويُضيف فيكتوروفيتش أن التصعيد ينذر بحرب ضروس الربيع القادم، وينذر أيضًا بانفجار اقتصادي غير محمود العواقب. إلا أنه في الوقت نفسه، فقد استبعد فيكتوروفيتش إندلاع حرب نووية لعدة أسباب وهي:

1- ستكون حرباً شاملة ولا رابح منها

2- واشنطن مستفيدة من الشكل الحالي للحرب، فمن جهة تستنزف روسيا ومن جهة أخرى تختبر أسلحتها دون صدام مباشر مع موسكو.

3- هناك نجاحات دبلوماسية بين الحين والآخر بين الجانبين، تشمل تبادل أسرى مثل جندي مشاة أميركي سابق ونجمة كرة السلة بريتني جرينر.

إلى ذلك، يرى المعسكر الآخر أنّ موسكو ستجبر الجميع على الدخول في حرب عالمية ثالثة، وبحسب السياسي والإعلامي البولندي كاميل جيل كاتي، فإن الوضع الآن يشهد مزيدًا من الاستفزازات.

ويتوقع جيل كاتي أن تلجأ روسيا لضربة نووية محدودة العام الجاري إذا استمر التقدم والصمود الأوكراني في جبهات القتال، بخلاف الانتقادات التي يتعرض لها الكرملين في الداخل نتيجة طول مدة الحرب. (سكاي نيوز عربية)