تحت عنوان: “الانتخابات النصفية.. آمال الجمهوريين بالـ”مد” تتضاءل وأخبار مشجعة للديمقراطيين”، جاء في موقع “الحرة”:
يبدو أن آمال الجمهوريين في “مد” في الكونغرس الأميركي تتضاءل، الأربعاء، بينما يسعى الديمقراطيون إلى الحد من الأضرار في انتخابات منتصف الولاية التي ستكون حاسمة للمستقبل السياسي للرئيس جو بايدن ومنافسه دونالد ترامب على حد سواء.
وستحدد نتيجة السباقات على مجلسي النواب والشيوخ مستقبل أجندة بايدن وستكون بمثابة استفتاء على إدارته بينما تعاني الولايات المتحدة من “تضخم قياسي مرتفع”.
ومن المرجح أن تؤدي سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب إلى جولة من التحقيقات مع بايدن وعائلته، في حين أن استيلاء الحزب الجمهوري على مجلس الشيوخ من شأنه أن يعيق قدرة الرئيس على إجراء التعيينات القضائية، حسب أسوشيتد برس
أخبار مشجعة للديمقراطيين
أظهر الديمقراطيون قوة مدهشة، حيث تحدوا التوقعات وحققوا بعض النتائج الإيجابية في سلسلة من السباقات التنافسية.
وحقق الديمقراطيون العديد من الانتصارات الصعبة في المقاطعات المتأرجحة، مثل مقعد النائبة أبيجيل سبانبيرجر في فرجينيا، ولم تتحقق بعد “الانتصارات الكاسحة التي توقعها العديد من الجمهوريين”، حسب أسوشيتد برس.
وانتزع الديموقراطي جون فيترمان من الجمهوريين أهم مقعد متنازع عليه في هذا الاقتراع، وهو مقعد مجلس الشيوخ عن ولاية بنسلفانيا في مواجهة مرشح يدعمه ترامب، حسب تقديرات وسائل إعلام أميركية.
واحتفظ الديمقراطيون في مجلس النواب بمقاعد في مقاطعات “فرجينيا وكانساس ورود آيلاند”، ونجحوا في “سباقات الحكام” حيث فازوا في ولايات ويسكونسن وميشيغان وبنسلفانيا، وهي ساحات معارك حاسمة في فوز بايدن عام 2020 على الرئيس السابق دونالد ترامب.
لكن الجمهوريين احتفظوا بمنصب حاكم الولاية في فلوريدا وتكساس وجورجيا، وهي ولاية أخرى كانت ساحة معركة فاز فيها بايدن بفارق ضئيل قبل عامين.
ومع استمرار عد الأصوات في جميع أنحاء البلاد، لا يزال لدى الجمهوريين الفرصة للفوز بالسيطرة على الكونغرس، حسب أسوشيتد برس.
لكن النتائج كانت إيجابية بالنسبة للديمقراطيين الذين استعدوا لخسائر كاسحة، وأثارت تساؤلات حول حجم الأغلبية التي يمكن أن يحصل عليها الحزب الجمهورية إذا فاز بمجلس النواب.
عدم يقين في الكونغرس
غذى فوز للديموقراطيين تكهنات بأن المد المحافظ في مجلس النواب الذي وعد به دونالد ترامب، سيكون في الواقع محدودا أكثر بكثير مما كان متوقعا، وفقا لـ”فرانس برس”.
وأكد النائب الجمهوري كيفين مكارثي، ليل الثلاثاء الأربعاء، أن الجمهوريين سيستعيدون السيطرة على مجلس النواب، وقال في خطاب “من الواضح أننا سنستعيد مجلس النواب”.
لكن الحزب الذي أشارت تقديرات إلى أنه سيحصد أغلبية كبيرة، مضطر لخفض سقف توقعاته، وفقا لـ”فرانس برس”.
وقال السناتور ليندسي غراهام لشبكة “ان بي سي” إن “الأمر ليس بالتأكيد مدا جمهوريا، هذا أمر مؤكد”.
في الساعات الأولى من الأربعاء، أكد ترامب أن الجمهوريين عاشوا “ليلة خارقة” للانتخابات، متهما الديموقراطيين ووسائل الإعلام “الإخبارية الزائفة” ببذل كل ما في وسعهم لتقليل أهمية نجاح مناصريه.
وبشنه حملة شرسة على التضخم، حصل جاي دي فانس أحد مؤيدي دونالد ترامب على مقعد كان محور منافسة حادة، وأصبح سناتورا عن ولاية أوهايو، أحد المعاقل الصناعية والزراعية في الولايات المتحدة.
ونتائج المقعدين المتبقيين التي ستحدد الحزب الذي سيحصل على الأغلبية في مجلس الشيوخ بـ”أريزونا ونيفادا”، قد لا تكون معروفة لأيام لأن كلا الولايتين تجريان الانتخابات عن طريق الاقتراع بالبريد، والتي تستغرق وقتا طويلا لفرزها، حسب
أسوشيتد برس.
فلوريدا
بانتظار أن تحسم النتائج مسألة السيطرة على الكونغرس الأميركي، بات الاهتمام يتركز على نتائج انتخابات حكام الولايات، خصوصا فلوريدا حيث أعيد انتخاب الحاكم المنتهية ولايته رون ديسانتيس.
وفي خطاب هجومي، عبر النجم الصاعد في المعسكر المحافظ والمرشح المحتمل للرئاسة الأميركية في انتخابات 2024، عن ارتياحه لجعله هذه الولاية الجنوبية، التي تميل أحيانا إلى اليسار وأحيانا إلى اليمين، “أرض ميعاد للجمهوريين”.
وأكد الحاكم البالغ من العمر 44 عاما، أن “المعركة بدأت للتو”، وهذا ما يثير أملا كبيرا لدى منافسه المحتمل المقيم هو أيضا في فلوريدا، الرئيس السابق دونالد ترامب.
لكن هذا لا يعني أن المعسكر الديموقراطي لم يحقق أي شيء، فقد انتزع من الجمهوريين المحافظين منصبي حاكمين: في ميريلاند وماساتشوستس حيث أصبحت، مورا هيلي، أول مثلية تتولى هذا المنصب، وقد اتصل بها الرئيس، جو بايدن، على الفور لتهنئتها.
ونجح حزب الرئيس الديموقراطي في الاحتفاظ بالسيطرة على ولاية نيويورك حيث كان الجمهوريون يعتقدون أنهم يستطيعون الفوز على الحاكمة كايثي هوشول.
ولم يقل معسكر جو بايدن كلمته الأخيرة أيضا في ولاية أريزونا، حيث لم تعلن بعد نتيجة السباق بين كاري لايك المدعومة من ترامب والأوفر حظا للفوز، والديموقراطية كايتي هوبز.
دروس التاريخ
يعاني الحزب الحاكم دائما تقريبا من خسائر في الانتخابات النصفية، وبالنسبة لبايدن والديمقراطيين في مجلس النواب، كانت احتمالية الاحتفاظ بالسلطة في المجلس “ضعيفة”، وفقا لـ”أسوشيتد برس”.
ومنذ عام 1906، كانت هناك 3 فترات نصفية فقط حصل فيها حزب الرئيس على الأغلبية في مجلس النواب.
وحدث ذلك في عام 1934، عندما كانت البلاد تكافح الكساد، وفي عام 1998 عندما كانت الولايات المتحدة مدعومة باقتصاد متصاعد، و2002، عندما كان حصل الرئيس، جورج بوش الإبن، على نسبة تأييد عالية وسط الشعور بالوحدة الوطنية بعد هجمات 11 ايلول.
المصدر: الحرة