28-نوفمبر-2024

كتبت وكالة “ناسا” التاريخ هذا الأسبوع بعد أن صدمت المركبة الفضائيّة

“دارت” (اختبار إعادة توجيه مزدوج للكويكب) في كويكب على بعد حوالي 11.2 مليون كيلومتر. وبينما شاركت “ناسا” بعض اللقطات المقرّبة للعمليّة، صوّرت المهمّة من بعيد أيضًا بمساعدة تلسكوبات “جيمس ويب” و”هابل” الفضائيَّين.

 

كانت هذه هي المرة الأولى التي يرصد فيها “هابل” و”ويب” نفس الهدف السماوي في وقت واحد، وذكرت “ناسا” أنّ البيانات التي التقطتها ستساعد الباحثين على معرفة المزيد عن تاريخ وتركيب النظام الشمسيّ، وسيكونون قادرين على استخدام المعلومات لمعرفة المزيد عن سطح ديموفوس (الكويكب المعنيّ)، وكميّة المواد التي خرجت بعد اصطدام “دارت” به.

 

 

والتقط التلسكوبان أطوال موجيّة مختلفة من الضوء (الأشعة تحت الحمراء والمرئية)، وتقول “ناسا” إن القدرة على مراقبة البيانات من أطوال موجيّة متعدّدة ستفيد العلماء لمعرفة ما إذا كانت قطع كبيرة من المواد قد تركت سطح ديمورفوس أو ما إذا كان الكويكب عبارة عن غبار ناعم. يعدّ هذا جانباً مهمًا من الاختبار، إذ يمكن أن تساعد البيانات الباحثين في معرفة ما إذا كان اصطدام مركبة فضائية بكويكب يمكن أن يغيّر مداره، والهدف النهائي هو تطوير نظام يمكنه حرف الكويكبات القادمة بعيداً عن الأرض.

 

وأشار موقع “إن غادجت” إلى أنّ “ويب” التقط صوراً “لبنية ضيّقة ومضغوطة، مع أعمدة من المواد تظهر كخيوط تتدفق بعيداً عن مركز مكان حدوث الاصطدام”. وسيواصل “ويب”، الذي التقط 10 صور على مدار خمس ساعات، جمع البيانات من نظام الكويكبات في الأشهر المقبلة لمساعدة الباحثين على فهم التركيب الكيميائي لديمورفوس بشكل أفضل. وشاركت ناسا صورة “GIF” بفاصل زمني للصور التي التقطها التلسكوب.

 

 

أمّا بالنسبة إلى “هابل”، فقد التقطت كاميرا التلسكوب ذات المجال الواسع البالغة من العمر 32 عاماً صورها الخاصة للتصادم، ووفقاً لـ”ناسا”، فإنّ “المقذوفات الناتجة عن الاصطدام تظهر كأشعة تمتدّ من جسم الكويكب”. وأشارت الوكالة إلى أنّ بعض الأشعة تبدو منحنية، وسيتعيّن على علماء الفلك فحص البيانات للحصول على فهم أفضل لما قد يعنيه ذلك.

 

 

لكن وفقاً لنتائجهم الأوّليّة، زاد سطوع نظام الكويكبات ثلاثة أضعاف بعد الاصطدام، وظلّ هذا المستوى من السطوع لمدة ثماني ساعات على الأقل، والتقط هابل 45 صورة مباشرة قبل وبعد الاصطدام.

 

استغرق الأمر 10 أشهر حتى وصلت “دارت” إلى ديمورفوس، وهي مركبة بحجم الثلاجة تقريباً، فيما يصل حجم الكويكب إلى ملعب كرة القدم. وإنّ إجراء تجربة كهذه ليس بالأمر الهين، إنّما قد تكون الدروس التي يكتسبها العلماء من الاختبار لا تقدّر بثمن.