باتت أنظمة الذكاء الاصطناعي قادرة على ترجمة عدد كبير من اللغات المختلفة، ما يقرّب العالم من حلمه القديم في إزالة حواجز اللغة بين سكان كوكب الأرض.
وفي التفاصيل، فقد أعلنت ميتا، الشركة الأم لفيسبوك، الأربعاء أن أنظمتها للذكاء الاصطناعي في هذا المجال باتت قادرة على ترجمة 200 لغة بصورة متبادلة بالكامل أياً كانت التركيبة، بعدما كانت محدودة عند 100 لغة.
ويشكّل هذا الإعلان مثالا عن السباق على الترجمة التلقائية بين كبرى مجموعات الإنترنت الساعية إلى تقديم خدماتها ومنتجاتها لسكان المعمورة قاطبة.
وباتت أنظمة الذكاء الاصطناعي المطورة من غوغل ومايكروسوفت وميتا، قادرة على ترجمة لغات يتوافر القليل من البيانات الموازية لها، ما يعني أنها قلّما تُترجم إلى لغات أخرى.
وهي تتيح ترجمة نصوص بلغات محدودة الانتشار على الكوكب، مثل الكيتشوا، التي يقتصر وجودها بدرجة كبيرة على ابليرو، ولغة شعب الفولاني، في غرب إفريقيا، رغم أن أيّ إنسان لم ينخرط يوما في هذه المهمة.
ويقول الباحث في المركز الوطني للبحث العلمي في فرنسا فرنسوا إيفون المتخصص في علوم اللغات، إن الترجمة التلقائية “مهمة بصورة خاصة لفيسبوك التي يتعين عليها رصد رسائل الكراهية” التي تنتشر في العالم أجمع وبكل اللغات.
لكن لا يزال يتعين تحديد مدى موثوقية هذه الأدوات. وفي هذا الإطار، تشير ميتا إلى أن نظامها الجديد يمكنه تقديم أداء “أفضل بنسبة 44 في المئة مقارنةً مع النموذج السابق الذي كان قادرا على ترجمة 100 لغة.
وعلى صعيد بعض اللغات الإفريقية والهندية، يتخطى هذا التحسن نسبة 70 في المئة مقارنةً مع أنظمة الترجمة المستخدمة أخيرا، وفق الشبكة الاجتماعية الرائدة عالمياً.
لكن فرنسوا إيفون يرى أن نوعية الترجمات التلقائية المقدمة من محركات غوغل أو فيسبوك ستبقى بلا شك غير متساوية تبعا للغات، ويقول: “اللغات المترجمة بشكل كبير، مثل اللغات الأوروبية، ستحتفظ على الأرجح بالأفضلية”.
وبدوره، فيشير الرئيس التنفيذي لشركة “سيستران” الفرنسية الرائدة في الترجمة الآلية، فنسان غودار، إلى أن التكنولوجيا التي تستخدمها هذه المجموعة هي في البداية نفسها المعتمدة لدى ميتا وغوغل، لكن تم تعزيزها من خلال عمل لغويين حقيقيين لتجنب الأخطاء.