نعيش اليوم في عالم استولى فيه كثير من الدكتاتوريين على السلطة، لكن المعضلة تكمن في دعم بعض الأشخاص لهذه السلطة المستبدة.
إذ يستطيع القادة المستبدون، بالقوة والعقاب، أن يخضعوا أي شخص لسلطتهم. لكن بالمقابل هناك العديد من الأشخاص الذين يخضعون عن طيب خاطر ويدعمون هؤلاء القادة المستبدين بكامل إرادتهم، ولفهمهم بشكل أوضح نحتاج إلى إلقاء نظرة على نفسية هؤلاء القادة السيئين وأتباعهم.
نشر موقع “بيينسيزلار” (beyinsizler) التركي تقريرًا جاء فيه أن 52 دولة في العالم، أي أكثر من 25% من جميع الدول، ونصف أراضي العالم، يحكمها دكتاتوريون، حتى أن بعض الدول الديمقراطية يحكمها زعماء سلطويون ودكتاتوريون. فلماذا يتبع الناس هؤلاء؟ تعرف على الأسباب:
الكثيرون يحبون المستبدين
يرى الموقع أننا نقدر القادة الأقوياء والجديرين بالثقة. وهذا أمر منطقي، لأن الناس يرغبون بقادة أقوياء يتمكنون من حمايتهم، لكن غالبًا ما يخلط الناس بين الغطرسة والشخصية القوية، فالقادة المستبدون نرجسيون بطبيعتهم، ويفتقرون إلى التعاطف، ويحمون أنفسهم بغطرستهم.
وقد أظهرت العديد من نتائج الأبحاث أن الأفراد النرجسيين لديهم فرصة أكثر من غيرهم في الوصول إلى مناصب قيادية.
ويظهر البحث الأخير -بحسب لموقع- أن بعض الناس يعتقدون أن الأفراد المستبدين هم أفضل أنواع من القادة لأنهم نشؤوا في أسر أعطتهم الأولوية، وعززت لديهم أساليب حل النزاعات.
معظم المؤيدين يريدون القوة
ونقل الموقع عن الكاتب جان ليبمان بلومن ما جاء في كتابه “عن القادة السامّين” وجهة النظر القائلة “الأتباع يخرجون القادة السيئين إلى الساحة أولًا ثم يؤيدونهم، يساعد هؤلاء الأتباع القادة السيئين في الوصول إلى مناصب القيادة ويدعمون غطرستهم لأنهم في النهاية سيشاركونهم تلك السلطة. علاوة على ذلك، يدعم بعض المؤيدين هؤلاء القادة لمجرد أنهم يقدمون لهم ما يريدون، دون الاكتراث بمصلحة البلد أو المجتمع”.
الغاية تبرر الوسيلة
ويوضح الموقع أن الكثير من الناس يعتقدون أن كونك قائدًا “جيدًا” يعني قدرتك على التصرف وحل الأمور، ولكن في كثير من الأحيان نركز فقط على النتيجة، ونتجاهل كيف وبأي طرق تم تحقيقها حيث يضحّي القادة المتسلطون بالآخرين للحصول على السلطة أو الحفاظ عليها.
معظم المؤيدين عديمو المسؤولية
ويبين الموقع أن كثيرا منا يجعل من الصعب الوصول إلى القادة، حيث نسمح لهم بالاستيلاء على السلطة والاحتفاظ بها والسيطرة على كل شيء، بافتراض أنهم سيفعلون ما هو صحيح.
وهنا يقع على عاتق الأتباع الجيدين جعل القادة مسؤولين عن أفعالهم وحثهم على التنحي عندما يسيئون التصرف، لكننا غالبًا ما نعطي القادة “حصانة” بدلًا من ذلك.
وهذا هو بالضبط سبب تبرئة العديد من القادة عندما يرتكبون أخطاء تضر الجميع، المؤيدين وغير المؤيدين.
ما “علاج” القيادة المستبدة؟
وفي النهاية، يشير موقع “بيينسيزلار” إلى أن علاج القيادة المستبدة المتسلطة هو الأتباع المسؤولون الذين يعملون مراقبين عندما يسيء القائد التصرف أو يختار طريقًا سيئًا، ومن أجل أن يحدث هذا: من الضروري إيجاد بيئة يشعر فيها المواطنون بالقوة والحماية عند مواجهة قائد مستبد.”الجزيرة”