كان بركان “كافاتشي” (Kavachi) -وهو بركان نشط تحت سطح البحر في “جزر سليمان” (Solomon Islands)- موطنا لأسماك القرش منذ فترة طويلة. ووفق تقرير نشر على موقع “لايف ساينس” (Live Science) فقد أصبح موطن أسماك القرش المتطرفة تلك جنوب غرب المحيط الهادي غير مستقر في الآونة الأخيرة وذلك بالاستناد إلى ما أظهرته صور الأقمار الصناعية.
تغيرات في لون الماء فوق البركان
وفي الأشهر الأخيرة كشفت صور الأقمار الصناعية التابعة لوكالة ناسا عن أعمدة من المياه التي تغير لونها فوق البركان؛ وهي علامات تدل على وجود نشاط بركاني متعدد. ووفقا لـ”برنامج سميثسونيان العالمي للبراكين” (Smithsonian Global Volcanism Program) فقد تم التقاط الصور بواسطة “أداة استشعار عن بعد” (Operational Land Imager) التي تتموضع على متن القمر الصناعي “لاندسات 9”.
وقد شارك مركز “غودارد لرحلات الفضاء” (Goddard Space Flight Center) -وهو تابع لوكالة ناسا في جرينبيلت بولاية ماريلاند- الأخبارَ خلال عطلة نهاية الأسبوع في تغريدة كتب عليها “لقد سمعت عن “إعصار القرش” (Sharknado)، استعد الآن لـ”بركان القرش” (Sharkcano)”، وذكرت التغريدة أيضا أن كافاتشي يعد “واحدا من أكثر البراكين البحرية نشاطا في المحيط الهادي”.
ووفقا لبيان صحفي صادر عن “مرصد الأرض التابع لناسا” (NASA’s Earth Observatory)، فقد لاحظ الباحثون تغيرات في لون الماء فوق البركان في أبريل/نيسان، ومايو/أيار الماضيين، ويبدو أن البركان كان نشطا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2021.
وتشير السجلات إلى أن أول ثوران بركاني مسجل في كافاتشي قد وقع عام 1939، وأتبعه مجموعة من الانفجارات اللاحقة التي تسببت بظهور جزر سريعة الزوال. وقد سجلت آخر الانفجارات القوية للبراكين في كافاتشي في عامي 2007 و2014.
كائنات متطرفة في بيئة متطرفة
ووجدت دراسة سابقة أجرتها “الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي” (NOAA) أن أعمدة المياه الحمضية الدافئة في البركان تحتوي عادة على جسيمات وشظايا صخرية بركانية إضافة إلى عنصر الكبريت. وهذا الأخير “يجذب المجتمعات الميكروبية التي تزدهر على الكبريت”.
وخلال بعثة بحثية عام 2015 إلى كافاتشي، فوجئ باحثو الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي باكتشاف أنواع من الكائنات البحرية المتطرفة التي تستوطن فوهة البركان. إذ تصادف أن تلك البيئة الحارة قد أضحت موطنا لنوعين من أسماك القرش وهما “رأس المطرقة” (hammerheads) وأسماك “القرش الحريرية” (silky sharks)، وذلك على الرغم من تاريخ المنطقة المضطرب.
وفي مقال نشر عام 2016 في دورية “أوشن غرافي” (Oceanography)، كتب باحثون من جامعات أميركية وأسترالية أن وجود أسماك القرش في فوهة البركان أثار “أسئلة جديدة حول بيئة البراكين النشطة تحت الماء والبيئات القاسية التي توجد فيها حيوانات بحرية كبيرة”.
وهنا لابد أن نذكر أن قمة كافاتشي تتموضع على عمق 20 مترا تحت مستوى سطح البحر، وتنتشر قاعدتها عبر قاع البحر على عمق 1.2 كيلومتر.
ويقع البركان على بعد يقارب 24 كيلومترا جنوب جزيرة فانغونو، وهي واحدة من بين 900 جزيرة تشكلت في منطقة نشطة تكتونيا وشكلت بدورها أرخبيل جزر سليمان. وقد أفاد سكان الجزر المجاورة بأنهم يرون بانتظام بخارا ورمادا على سطح الماء، مما يؤكد أيضا أن ما يسمى بركان القرش يستعد للثوران تحت سطح البحر.”الجزيرة”