23-نوفمبر-2024

كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:

بدأت إعلانات وكالات السياحة والسفر باجتياح صفحاتنا على مواقع التّواصل الاجتماعي بالرّغم ممّا يعيشه اللبنانيّون من أزمات معيشيّة وإقتصاديّة وصحيّة. الاغراءات كثيرة، صورٌ لشواطئ رملية ومجمّعات فخمة ونشاطات شيّقة… ولكن بعيداً عن الاحلام الصيفيّة، هل لا يزال باستطاعة اللبناني السّفر والاستجمام كما كان يحصل في السّنوات الماضية؟

كان السفر خلال موسم الصّيف أمراً إعتياديّاً لدى اللبنانيّين من الطبقتين الغنية والمتوسطة في الماضي القريب، ولكن، ومع انتشار وباء “كورونا” واستفحال الازمة الاقتصاديّة، أصبح حجز إجازة خارج لبنان شبه مستحيل. أمّا الان، ومع عودة الحياة بشكل تدريجي الى طبيعتها في لبنان، باتت فكرة السفر تراود الكثير من الاشخاص بهدف التنفيس عن الاحتقان والضغوطات والتوتّر بعد زهاء سنة ونصف السنة من الاقفال.

تؤكّد جويل أبي نخّول، وهي مسؤولة في شركة سياحة وسفر لموقع mtv أنّ “القطاع تلقى ضربة قاضية وتكبّد خسائر كبيرة بسبب الجائحة مع توقف الرّحلات الى بلدان كثيرة بنسبة 95 في المئة، وإقتصر السفر على الذين يعملون في الخارج، ولكن في المقابل، لمسنا ارتفاعاً في الطلب على السفر نهائياً من لبنان، أي الهجرة، خصوصاً الى الولايات المتّحدة الاميركية وكندا، بالاضافة الى حجز تذاكر من قبل بعض المواطنين لزيارة أفراد من عائلاتهم في الخارج”، لافتة الى أنّ “السفر بداعي السياحة شبه مجمّد، ولكن هناك من يحجز تذاكر الى الامارات وقبرص حيث يملك العديد من اللبنانيّين عقارات وحسابات في المصارف هناك، أما بالنسبة الى تركيا، فالكلّ يسأل عن حزمات السّفر إليها، ولكن لا حجوزات تُسجّل خصوصاً وأن إصابات “كورونا” لا تزال مرتفعة جداً هناك، والوضع الصحي لديهم لا يُطمئن”.

“وماذا عن الدّفع؟” وهو ما يشغل بال كلّ من يُخطّط للسفر، وعلى هذا السؤال تُجيب أبي نخّول “بعد أن كانت هناك إمكانية للدّفع عبر شيك مصرفي، تغيّر الوضع منذ ساعات، ومختلف شركات الطيران لم تعد تقبل سوى أن تتلقّى أموالها بالدّولار، والاسوأ هو أن عدداً كبيراً من هذه الشركات أقفل فروعه في لبنان، ولم يعد بإمكاننا إصدار التذاكر كمكاتب سفر، بل علينا أن نحصل على هذه التذاكر حصراً من قبل هذه الشركات وأن نؤمّن لها الاموال بأنفسنا بعد أن توقف العمل بنظام BSP للدفع بسبب الازمة ووضع المصارف، وهذه ضربة إضافيّة لهذا القطاع الذي يلفظ أنفاسه الاخيرة”.

مع انسداد أفق الفرج على الخطّين السياسي والاقتصادي، ها هو أفق السّفر بعيد المنال أيضاً لكُثرٍ ممّن يحلمون ببضعة أيّام تُنسيهم همومهم. ولا يبقى أمامنا سوى خيار السياحة الدّاخلية واستبدال الطيارة بسيارة نجول فيها على أرض الواقع، لبنان.