26-نوفمبر-2024

“ليبانون ديبايت” – علي الحسيني

إنقسم الرأي العام اللبناني حول موقف “الحياد” الذي اتخذه “حزب الله” منذ اليوم الأول للحرب على غزّة، وذلك بين من رأى فيه “تنكّراً” للقضية الفلسطينية ونصرة قضيتها، وبين رأي فسّر هذا “الحياد” على أنه “لعبة” مصالح إقليمية ودولية وبالتالي لا يُفترض تخريب اللعبة من أجل حرب ستنتهي عاجلاً ام آجلاً حتّى لو بأضرار كبيرة سوف تنعكس سلباً على قوّة ووضع محور “المقاومة” في المنطقة. هذا بالإضافة إلى وجود رأي ثالث، يرى أن موقف الحزب، يندرج ضمن مُخطّط توزيع أدوار تقاسم خلاله “المحور”، المشهد إلى حين انقشاع الصورة بشكل أوضح.

الحقيقة، أنه منذ اندلاع حرب “غزّة”، صبّت مُعظم الإتهامات في الداخل والخارج، باتجاه أن “حزب الله” تخاذل عن نصرة حلفائه في غزّة مثل حركة “حماس” و”الجهاد الإسلامي” وتركهما يواجهان وحدهما، حرباً كان من المفترض بحسب أصحاب الرأي، أن ينخرط فيها كُل محور “الممانعة” طالما أن االبوصلة الأساس (فلسطين) هي التي تتعرّض لحرب إبادة على يد الجيش الإسرائيلي.
وبرأي خصوم “حزب الله” في لبنان، أن “الخذلان” الذي تتعرض له فلسطين اليوم من “الممانعة” بقيادة إيران، يفضح هذا المحور ويُظهر للقاصي والداني أن المصلحة الإيرانية هي فوق كل اعتبار وأهم من أطفال غزّة و”القضيّة” التي دفعنا نحن اللبنانيين ثمنها بسبب أكاذيب إيران. وها هي اليوم ايران، تكتفي بإعلان المواقف المُندّدة، ومن جهة أخرى، تستميت لتحقيق مكتسبات من خلال المفاوضات النووية التي تُجريها مع “الشيطان الأكبر”.

من جهة “حزب الله”، تُبرّر مصادر مقرّبة منه الإتهامات ضده بوصفها بـ”غير الدقيقة والتي لا تمتّ إلى الواقع بأي صلة”. وتُضيف المصادر: مع بداية الحرب على غزّة، جرى تواصل سريع بين قيادتي “الحزب” و”حماس” حيث كان الإستفسار الأول حول الوضع العسكري والميداني في غزّة، فأجاب قادة “حماس”، بأن الوضع أكثر من جيد وبأنه لا داعي على الإطلاق، لأي تدخل لا من “حزب الله” ولا من غيره، وأيضاً بأن لا مصلحة حالياً، للذهاب إلى حرب شاملة على مستوى المنطقة”

وتكشف المصادر نفسها، بأن لدى محور “المقاومة”، غرفة عمليات مُشتركة يُجري من خلالها مُتابعة الأوضاع الميدانية في غزّة وفلسطين، بكافة تفاصيلها. كما أن لدى “الحزب” معلومات تفصيليّة عن حركة الصواريخ التي تُطلق من “القطاع” وعددها بالإضافة إلى كل القدرات التسليحية التي تمتلكها “المقاومة” الفلسطينية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الخطط القصيرة والبعيدة المدى التي تعتمدها وبالتالي حتّى الساعة ثمّة تأكيد من داخل فلسطين يُفيد بأن “المقاومة” لا تزال تتمتّع بكامل الجهوزيّة والإستعداد لكل الإحتمالات”.

وتوضح المصادر، بأن “حزب الله” وإيران والسوريين، قاموا بـ”وظائفهم” منذ سنوات على أكمل وجه تجاه المقاومة الفلسطينية، وبالنسبة إلى إيران على وجه التحديد، فهي تقوم منذ سنوات طويلة بتسليح المقاومة الفلسطينية بالصواريخ التي تُثبت اليوم أنها من ستُحدد قواعد الإشتباك مع الإسرائيلي. وبالنسبة إلى “الحزب”، هو الأخر موجود في الدعم والتسليح والتدريب. من هنا، ثمّة اعتقاد وآراء كثيرة، بأن فتح جبهات أخرى، قد لا يكون الأن في مصلحة القضيّة الفلسطينية التي تحظى في هذا التوقيت، بأوسع تأييد عربيّاً، ودوليّاً.”

وتختم المصادر: من ينتقد “حزب الله” في لبنان وتحديداً “الجوقة” المعروفة كونه لم ينخرط في الحرب إلى جانب “المقاومة” الفلسطينية، فليُعلن موقفه بصراحة على الملأ، وليطلب من قيادة “الحزب” التدخل لنصرة “غزّة”، وعندها سيكون في أوّل صفّ المُدافعين بكل الوسائل التي يمتلكها.