كتب نادر حجاز في موقع mtv:
لو كانت تعلم دوائر قصر بعبدا أن نتيجة رسالة رئيس الجمهورية ستأتي في بضعة أسطر بقلم “الأستاذ”، مع أطيب التمنيات من مجلس النواب بقرب تشكيل الحكومة، هل كانت لتقوم بهذه الخطوة أصلاً؟
يبدو ان “حساب بيدر” الأونيسكو جاء مخيّبا للامال التي كانت معقودة عليه، فميزان “جوهرجي” المجلس المتخصّص بالغرامات السياسية اللبنانية ما اعتاد أن “يطبش” كفة على حساب أخرى، والعدوى انتقلت الى حليفه حزب الله الذي كان الأكثر دبلوماسية في كلمته الرمادية، فساوى بين فريقي التأليف ولم يمنح رئيس الجمهورية دعماً استثنائياً على حساب الرئيس المكلّف.
الدعاية سبقت الجلسة وجعلت منها حدثاً، ولكن لو لم يحضّر الرئيس سعد الحريري مداخلة عالية النبرة ويشنّ هجومه العنيف على رئيس الجمهورية، لكانت المناقشة أقل من عادية. حتى أن النائب جبران باسيل كان لطيفاً ومهادناً وما قاله عن الحريري وتحميله مسؤولية التعطيل سبق وأعلنه مرارا في تصريحات سابقة.
انتهت الجلسة كما أراد لها ان تنتهي خبير الألغام السياسية اللبنانية، فالرئيس بري الذي حاول تجنّب الرسالة، تعامل معها على مضض، متجاوزاً رغبته الشخصية بعدم حصولها.
مازح باسيل مراراً، حتى أنه دعاه الى تنفيذ “عملية انتحارية”. فمن أجل لبنان يجب القيام بأي شيء. “اللطشة” طالت أيضا القوات اللبنانية متوجها الى النائب جورج عدوان بالقول: “الحل بإنو تشاركو بالحكومة”.
انتهت الجلسة وكأن الرسالة لم تكن، لا بل كرّست تكليف الحريري وأعطته منبراً نال منه رئيس البلاد النصيب الأكبر من الانتقاد، ليُتلى رد المجلس من بعدها من دون اعطاء الفرصة للردود على الرئيس المكلف.
خطوة غير موفقة كانت رسالة القصر الجمهوري، فبدلاً من تغيير المشهد القائم قامت بتكريسه أكثر لا بل مع مزيد من الشرخ والانقسام والتأجيل والتعطيل. ووحده المواطن اللبناني الذي يدفع الثمن من دون سواه، فيما المطلوب هو تنازل من الجميع، وليست خطيئة الاستماع الى النصيحة فالمستشارون ليسوا دائما على حق.
الرسالة قُرئت من عنوانها… ويبدو ان المطلوب فعلاً عملية انتحارية.