كتب كبريال مراد في موقع mtv:
واقعياً بدا وليد جنبلاط في حديثه امس الى برنامج “صار الوقت” عبر mtv. واقعية فرضها ربما الخوف من الآتي من الأيام، وما يمكن أن تخبئه من ثورة جياع على وقع الأحمال الاقتصادية والمالية والاجتماعية.
واضحاً بدا “زعيم المختارة” في تظهيره لهذه المخاوف، وهو الذي تحصّن في الجبل وحصّن جماعته وبيئته قبل اشهر، مع تخزين المازوت والدعوة الى استصلاح الأراضي الزراعية، بعدما استشعر خطر أن “تأكل الناس بعضها” على تنكة بنزين او غالون زيت، او كيلو لحمة او ربطة معكرونة… لذلك، أطلّ هادئاً وصريحاً، لأن الجنون الآتي بعد أسبوع أو شهر أو أشهر، ما لم يولد الحلّ، لا يحتملّ التوتر.
ما دفعه لذلك، ليست مسألة رادارات او “أنتينات”، على الرغم ربما من نصائح السفراء والمطّلعين على نتائج حوارات فيينا وانعكاساتها على المنطقة، وتردداتها على لبنان، إنما “حكمة التجارب” لرجل خبر الطلعات والنزلات في السلم والحرب. وهو ما يدفعه اليوم الى الإصرار على أن الاستمرار في العصفورية لا يجوز، وأن طريق الحلّ اللبناني-اللبناني، تبقى أقل كلفة واكثر فائدة، من ابقاء الباب “مشلّع على الميلين” للشرق والغرب وما بينهما من مصالح وتقارب وتباعدات.
في المختارة، تشير عقارب الساعة الى أن وقت التسوية اللبنانية قد حان. فالاستنزاف سيفتح الباب على ما ليس معلوماً. والفوضى قد تأكل الأخضر واليابس اذا ما “فلت الملق”… وعندها لات ساعة مندم.
قد يقول البعض “بكرا بغيّر رأيه” استناداً الى تجارب كثيرة سابقة. ولكن من يجالس أهل البيت الاشتراكي، يلمس منهم ان “هل مرة غير”. فـ “مش كل مرّة بتسلم الجرّة”… وجرار المختارة لتخزين المونة وتأمين حاجات “أهل الرعية” هذه الأيام… لا لكسرها في اسواق التطاحن السياسي…
تعلّم “وليد بك” على ما يبدو… فهذه المرة، أصبحنا لوحدنا في العالم… “وما في حدا بحكّ ظهرنا… الاّ ضفرنا”، والتضحية بالسياسة أوفر وأضمن من التضحية بالناس.