23-نوفمبر-2024

جاء في “المركزية”:

هل يمكن ان تشتعل جبهة الجنوب بعد اطلاق مجموعات فلسطينية على الارجح، لم تُعلن عن نفسها بعد، صواريخَ، نحو الاراضي المحتلة، مساء الخميس، وسط اسغراب للصمت المطبق الذي تلتزمه السلطات اللبنانية ازاء استخدام اراضيها منصة لاطلاق الصواريخ وامكان اقحام البلاد  في حرب لا تتوافر فيها اي مقومات النجاح، كما عدم السؤال عن كيفية وصول هذه الصواريخ الى منطقة عمل قوات الطوارئ الدولية؟

 

اشعال الجبهة الجنوبية امر مستبعد لا بل مستحيل، بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”. فوحده حزب الله قادر على اتخاذ قرار الحرب والسلم في هذه البقعة الجغرافية. واليوم، ليس التصعيد العسكري أبدا في مصلحته.

 

هو متضامن مع الفلسطينيين لكن “لفظيا” فقط، غير انه ليس في وارد نقل هذا “الدعم” من المعنوي الى “الميداني”. موقفه هذا يعكس في الواقع الموقف الايراني. فطهران ايضا، ورغم إكثارها من بيانات التأييد للفلسطينيين والتهديد والوعيد للدولة العبرية، الا انها تفضّل ترك المواجهات محدودة ومحصورة داخل الاراضي المحتلة، لان المرحلة اليوم هي للتفاوض في فيينا مع الاميركيين. وتخشى الجمهورية الاسلامية من ان تؤدي اي دعسة ناقصة الى اشعال المنطقة بأسرها، بما يرتد سلبا عليها، انطلاقا من موازين القوى غير المتكافئة بينها وأذرعها من جهة، واسرائيل المدعومة دوليا من جهة ثانية.

 

وعليه، فإن الحزب لن يبادر الى فتح جبهة الجنوب اللبناني لأن الحريق سيتمدد الى سوريا ايضا. وهنا تشير المصادر الى ان الحزب في غنى عن تحدّ كهذا وسط معاناته وناسه ماليا ومعيشيا، ليس فقط بفعل الازمة اللبنانية القاتلة، بل بفعل العقوبات الدولية التي تنهمر عليه من كل حدب وصوب.

 

فبعد ايام على قرار الخزانة الاميركية معاقبة مسؤولين ماليين في الحزب، وفي قرار سبقتها إليه بعض الدول الأوروبية، حظرت النمسا منذ ساعات حزبَ الله بجناحيه السياسي والعسكري متجاوزة سياسة الاتحاد الأوروبي لحظر ما يسمى بـ “الجماعة الإرهابية اللبنانية الذراع العسكري فقط”. وقال وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالنبرغ إن “هذه الخطوة تعكس واقع الجماعة نفسها التي لا تميز بين الذراع العسكري والسياسي”، مبدياً أسفه لعدم إحراز أي تقدم بشأن دعوة مجلس الأمن الدولي لنزع سلاح حزب الله.