22-نوفمبر-2024

كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:

جيش لبنان بلا قائد… ثقيلٌ هذا الكلام لا بل مُرعب، وهو ما يدفع عددا من الفرقاء اللبنانيين إلى تشغيل المحركات لمنع الوصول إلى هذا السيناريو في ظل المعارك في غزة ومع وصول شظاياها إلى جنوب لبنان، فيما يدفع آخرون بالاتجاه المعاكس لحسابات أخرى تتعلق ربما بالانتخابات الرئاسية… فأيّ سيناريو ينتظرنا مع بدء العدّ العكسي لانتهاء ولاية القائد جوزيف عون مع بلوغه السن التقاعدي في العاشر من كانون الثاني المقبل؟

يؤكد الصحافي طوني أبي نجم في حديث لموقع mtv الالكتروني أن الموضوع حُسم لجهة التمديد لقائد الجيش وهو ما سيحصل من بوابة مجلس النواب، إذ وبحسب المعلومات يعمل الرئيس نبيه بري على نسج الإطار النهائي للإخراج الذي سيحصل في جلسة سيدعو إليها نهاية الأسبوع المقبل، على ان تُعقد في بداية الأسبوع الذي يليه، والتي سيقاطعها بطبيعة الحال نواب “التيار الوطني الحر”، أو معظمهم، ويتضامن معهم نواب “حزب الله”.

يصرّ أبي نجم على أن هذا الموضوع تخطى الحسابات الداخلية أو “أهواء النائب جبران باسيل ومسايرة الحزب له”، إنما بات يتعلق بالإستقرار العام في البلاد بعد الموقف الدولي الجامع الذي يشدد على ضرورة تأجيل تسريح العماد عون، أي أنه بصريح العبارة “ممنوع اللعب، وممنوع الذهاب نحو ضرب المؤسسة العسكرية كرمال جبران”، وفق تعبيره.

وعن المقايضة التي يُحكى عنها بين باسيل و”حزب الله” على الرئاسة مقابل منع التمديد لقائد الجيش، يؤكد أبي نجم أن الحزب لن يُخدع بهكذا طرح مع علمه أن باسيل قد يعود وينقلب عليه في وقت لاحق، وهو يعلم علم اليقين أن رئيس التيار ليس بوارد السير بسليمان فرنجية رئيسا “وأن عداءه للرجل لا يقلّ عن عدائه للعماد عون الذي لم يتمكّن من تطويعه”، مضيفا: “حزب الله ذكي لذلك فهو سيبيع باسيل موقف مقاطعة جلسة التمديد، التي تسير أساسا من دونه”.

أما رئاسيا، فالامور مؤجلة حتى إشعار آخر، بحسب أبي نجم، الذي لا يتوقع أن نكون مع خرق في هذا الاستحقاق خصوصا مع تجدد المعارك بغزة، ما يعني أن لا رئيس في لبنان قبل انتهاء الحرب في القطاع، وذلك لن يحصل إلا من خلال تسوية ما.

هي أيّام تفصلنا عن مصيرِ المؤسسة العسكرية وقيادتها والذي يُؤمل ألا يكون على صورة الفراغ الذي يتغلغل في مؤسساتنا والمواقع الأولى في الدولة… لأن الأسوأ لم نصلهُ بعد، ومن أشكاله الكثيرة، أن يُصبح جيشنا بلا قائد.