22-نوفمبر-2024

جاء في جريدة “الأنباء” الالكترونية:

كان يوم أمس الأحد الأعنف في سياق الاعتداءات الاسرائيلية على الحدود الجنوبية منذ انتهاء الهُدنة قبل أربعة أيام، فارتفعت حدّة القصف الإسرائيلي لأطراف البلدات الجنوبية، ووصلت الصواريخ المُعادية إلى الأحراج الواقعة بين بلدتي راشيا الفخّار والفريديس حاصبيا، ما يؤشّر إلى أن إسرائيل توسّع رقعة عدوانها جنوباً.

إلى ذلك، استهدف “حزب الله” عدداً من المواقع الإسرائيلية، لكن الخبر الأبرز كان استهداف تجمعاً أدى إلى إصابة 11 إسرائيلياً، بينهم 8 جنود، وفق ما أعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، في سياق تصعيد ملحوظ قد يُبدّل قواعد الاشتباك في الأيام المقبلة ويجعلها مفتوحة أكثر على عدد من الاحتمالات.

إلى ذلك، واصل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عقد الاجتماعات في دبي على هامش قمّة المناخ “كوب 28″، والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وطرح معه المستجدات الفلسطينية، لكن الملف الأبرز كان على طاولة اجتماعه مع مسؤولي “توتال إنرجيز”، وطالب ميقاتي باستئناف عمليات الحفر في البلوك رقم 9 واستكشاف آبار جديدة في بلوكات أخرى.

إلّا أن مطلب ميقاتي من غير المرتقب أن يلقى أذاناً صاغية، فالشركة التي أوقفت عملياتها بُعيد بدء العدوان على غزّة، لأسباب تقنية وفق ما قالت، لن تُعاود عملها في لبنان لأسباب سياسية وفق ما يقول مراقبون متابعون للملف، والأسباب مرتبطة بالعدوان الاسرائيلي على غزة من جهة، وهشاشة الوضع الأمني في لبنان على إثر المستجدات الجنوبية.

المصادر أشارت إلى أن “سوق الطاقة العالمي والأوروبي بشكل خاص يحتاج إلى كميات ضخمة من الغاز، والحرب الروسية الأوكرانية من جهة وحرب غزّة تؤثّر على خطوط الإمداد والأسعار، وبالتالي فإن ثمّة حاجة للغاز اللبناني في حال وُجد والغاز الإسرائيلي، إلّا أن أمن الطاقة مرتبط بالسياسة، ومن غير المرتقب أن يُسمح للبنان ببدء استخراج الغاز قبل إرساء التسويات في المنطقة”.

إلى ذلك، فإن جيش العدو الإسرائيلي بدأ عملياته جنوب قطاع غزّة، وأطلق معاركه البرية في خان يونس، وقد يوسّع نطاق عملياته في الساعات والأيام المقبلة، ما سيزيد من حجم الأزمة الإنسانية في القطاع، ويزيد من أعداد الشهداء والنازحين، ما يُشير إلى أن العدوان لن يتوقف في وقت قريب.

وبالتوازي مع العدوان الاسرائيلي على غزّة، فإن حدّة التوتّر تصاعدت في البحر الأحمر مع تبنّي الحوثيين مهاجمة سُفن عسكرية وتجارية أميركية وأجنبية، وإرسال إسرائيل والولايات المتحدة سُفن حربية إلى المنطقة، ما يُهدّد بتوسيع رقعة الصراع في المنطقة.

في المحصلة، لبنان على صفيح ساخن على كافة المستويات، والاستحقاقات لم تُنجز بعد وعطلة الأعياد على بُعد أسابيع قليلة، إلّا أن البلاد والمواطنين بأمسّ الحاجة إلى بدء حلحلة الملفات تباعاً، قبل تفاقم الأمور أكثر، واحتمال انزلاق لبنان إلى ما لا مصلحة له فيه.

المصدر: AnbaaOnline | جريدة الأنباء الإلكترونية