كتب نذير رضا في “الشرق الأوسط”:
منذ 9 تشرين الأول الماضي، غادر معظم سكّان قرى جنوب لبنان الحدودية بلداتهم التي تتعرض لقصف يومي وتبادل لإطلاق النار بين «حزب الله» والقوات الإسرائيلية، فيما يفرض استهداف السيارات المدنية في المنطقة حظر تجوّل للمدنيين على الطرقات القريبة من الحدود، لدرجة أن من يضطر للتوجه إلى قريته لا يتركها بعد الظهر «خوفاً من استهداف أي سيارة عائدة».
ويختبر سكان الجنوب النزوح، وإخلاء المنازل، وإغلاقاً شبه كامل للمدارس والمؤسسات التجارية. وتعاني القرى من «عزلة» وتوتّر.
ومع أن القصف لا يطال أكثر من 7 كيلومترات داخل العمق اللبناني، فإن معظم السكان على مسافة 15 كيلومتراً أخلوا البلدات الحدودية، بعضهم لأسباب وقائية خوفاً من تمدد رقعة القصف فجأة، والبعض الآخر للابتعاد عن أصوات القصف المتكرر والانفجارات، ووصلت تردداتها إلى مسافة تقارب الـ40 كيلومتراً في الليل.
وبينما لا تزال التوترات محصورة في القرى الحدودية والمناطق الواقعة في جنوب نهر الليطاني، يتقلص القلق بدءاً من مدينة صور شمالاً، ومدينة النبطية شرقاً. وتعيش المناطق الواقعة في شمال الليطاني هدوءاً نسبياً كبيراً، وينسحب الهدوء على الضاحية الجنوبية لبيروت التي تشهد ازدحاماً بفعل حركة النزوح من الجنوب إليها.