22-نوفمبر-2024

تحت عنوان: “ملك العملات المشفرة” الذي يُحاكم بتهمة الاحتيال.. من هو سام بانكمان؟”، جاء في موقع “الحرة”:

خلال أعوام قليلة صعد نجم رجل الأعمال الأميركي الشاب، سام بانكمان فريد، ليتحول من مجرد شاب طموح إلى “ملك العملات المشفرة”، إذ وصلت ثروته ذات يوم إلى أكثر من 26 مليار دولار، بحسب بعض تقديرات الخبراء.

وكانت مقاضاة الرجل الثلاثيني، قد بدأت، الثلاثاء، حيث دخل إلى قاعة المحكمة في نيويورك بمفرده، من دون عناصر أمن، ومن دون قيود، وجلس إلى جانب محاميه، وفق ما أفاد صحفي في وكالة “فرانس برس”.

وفي حال تمت إدانته، قد يقضي بانكمان بقية حياته في السجن، كون الاتهامات الموجهة ضده، تعرضه في حال ثبوتها، للسجن لأكثر من 100 سنة.

لكن كيف تدهور الحال بالشاب، البالغ من العمر 31 عامًا، من الجلوس على قمة فلكية شاهقة من الأموال، إلى القاع حيث يتمسك بآمال ضعيفة في النجاة من الحبس في زنزانة ضيقة؟.

حياته المبكرة
بحسب شبكة “سكاي نيوز” البريطانية، فقد نشأ بانكمان في منطقة خليج سان فرانسيسكو الغنية بولاية كاليفورنيا، حيث التحق بمدرسة كانت تكلف والديه 56 ألف دولار سنويًا.
وكان والداه، جوزيف بانكمان، وباربرا فريد، أستاذين في كلية الحقوق بجامعة ستانفورد المرموقة.

ولاحقا، انضم الفتى العبقري إلى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) حيث كان يعيش في منزل جماعي يُدعى “إبسيلون ثيتا”، الذي كان يجري الترويج له على أنه “أخوية خالية من الكحول ومشهورة بألعاب الطاولة والألغاز”.

وخلال فترة اعتقاله، تمسك بمبادئه في السجن على الرغم من عدم حصوله على وجبات نباتية، وفقًا لمحاميه.

وقال فريق دفاعه إنه كان “يعيش حرفيا” على الخبز والماء وزبدة الفول السوداني في الفترة التي سبقت محاكمته.

وكانت نزعته النباتية ترتبط بتاريخ حافل في مجال الدفاع عن حقوق الحيوانات، إذ سبق له أن نظم احتجاجا في هذا الصدد، خلال عامه الجامعي الأول.

بدأت، الثلاثاء، أمام محكمة في نيويورك محاكمة الأميركي، سام بانكمان فريد، الذي صعد نجمه سريعا عندما قدم نفسه على أنه يمكن أن يسهل للعالم التعامل بالعملات الرقمية، قبل أن تتبخر ثروته ويتحوّل الى متهم بالاحتيال واختلاس أموال، وفقا لوكالة “فرانس برس”.
لكنه التقى مع ويل ماكاسكيل، أحد نشطاء الدفاع عن الحيوانات، الذي أخبره أنه يستطيع إحداث تأثير أكبر “من خلال العثور على مهنة ذات أجر جيد، وثم من التبرع بالمال للأعمال الخيرية”.

وبحسب بانكمان، فإن ذلك المبدأ يُعرف باسم “الكسب من أجل العطاء”، وهي حركة تسعى إلى فعل الخير باستخدام الموارد المالية بفعالية.

وبدأت رحلته مع الثروة من خلال عملة “بتكوين” الإلكترونية، إذ أدرك أنها كانت تباع في آسيا بسعر أكبر مما كان عليه في الولايات المتحدة، مما جعله يحقق الكثير من الأرباح بسهولة.

وقال لمجلة “فوربس” ذات يوم: “لقد انخرطت في العملات المشفرة دون أن يكون لدي أي فكرة عن ماهية تلك النقود.. يبدو أنه كان هناك الكثير من عمليات التداول المربحة التي يمكن القيام بها”.

وفي عام 2017، شارك في تأسيس شركة تجارة العملات المشفرة، ألاميدا “Alameda Research”، حيث جلب موظفين آخرين من المؤمنين بمبدأ “الكسب من أجل العطاء” الفعال. وبحسب بعض التقارير، فإنه تبرع بنصف أرباح الشركة للأعمال الخيرية.

وفي ذروة مجدها، كانت الشركة تبيع نحو 25 مليون دولار من عملة البتكوين يوميًا.

أقر اثنان من شركاء، سام بانكمان فريد، بالذنب في تهم جنائية تتعلق بانهيار بورصة العملات المشفرة FTX، حسبما أعلن المدعي العام الفيدرالي، الأربعاء، بينما كان فريد في طريق عودته إلى الولايات المتحدة من جزر البهاما، حيث اعتقل.
وبعد ذلك بعامين، أسس بانكمان منصة “FTX”، وهي بورصة تسمح للمستخدمين بشراء وبيع العملات المشفرة، وذلك قبل أن ينتقل بأعماله إلى هونغ كونغ.

طفرة البورصة
ومن هونغ كونغ، انتقلت عمليات الشركة إلى الملاذ الضريبي الآمن في جزر البهاما، حيث اشترى بانكمان شقة فاخرة على الواجهة البحرية بملايين الدولارات.

وقد أضحى ذلك العقار الفاخر بمثابة مكتب منزلي لبانكمان مع عدد موظفيه، بالإضافة إلى أنه كان موقعا لتصوير بعض مشاهد فيلم “Casino Royale” من بطولة النجم البريطاني، دانييل كريغ، الذي اشتهر بأداء دور العميل السري، جميس بوند.

وفي سنة 2021، وصفت مجلة فوربس ذلك الثري الطموح بأنه “أغنى شاب في العشرينيات في العالم”، بثروة صافية قدرها 22.5 مليار دولار، مما وضعه في المرتبة 32 على قائمة فوربس التي تضم أغنى 400 رجل وامرأة في العالم.

التبرعات السياسية
كان بانكمان ثاني أكبر متبرع فردي للرئيس الأميركي، جو بايدن، خلال انتخابات عام 2020.

وكان أيضًا من بين أكبر المانحين للمرشحين الديمقراطيين، ومؤيد قوي للكثير من برامجهم في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في تشرين الثاني من العام الماضي.

التهم الموجهة إلى “الملك”
يواجه بانكمان 7 تهم بالاحتيال والتآمر ناجمة عن انهيار بورصة “FTX”.

واتهمه ممثلو الادعاء بـ”نهب أموال بمليارات الدولارات من المتعاملين مع تلك البورصة المتخصصة بالعملات المشفرة، بغية تعويض خسائر شركة ألاميدا، ولتغطية نفقات شراء العقارات الفاخرة والتبرع للحملات السياسية”.

ودفع بانكمان بأنه غير مذنب في التهم الموجهة إليه، مع اعترافه بالفشل في إدارة المخاطر. ومن المتوقع أن تستمر المحاكمة في مانهاتن بنيويورك لمدة تصل إلى 6 أسابيع. (الحرة)