كتب داني حداد في موقع mtv:
يُذكّر الأمر بالإعلان القديم عن مسحوق الغسيل. يقف “أبو فؤاد” في محلّه ليعلن الشعار الشهير “٣ بواحد”. هكذا يتعاطى رئيس التيّار الوطني الحر النائب جبران باسيل في الملف الرئاسي. ثلاثة خطوط تصبّ في هدفٍ واحد.
تحوّل باسيل، عند انتهاء عهد الرئيس ميشال عون، من لاعبٍ أساس الى احتياط. تراجعت علاقته مع حليفه حزب الله الداعم لخصمه سليمان فرنجيّة. رُذل من المعارضة التي تعاطت معه كواحدٍ من بقايا عهدٍ ولّى. وهو مقاطَع خارجيّاً بشكلٍ كبير، ومعاقَب أميركيّاً.
كان المشهد مخيّباً، ومعه خضّات في داخل “التيّار” مع بروز معارضة مزعجة، ولو كانت مجهّزة غالباً بكاتمٍ للصوت.
سعى باسيل للخروج من المأزق. رفع السقف في وجه حزب الله. تقرّب من بكركي. حاول مدّ جسرٍ مع معراب. لم يُبنَ الجسر، ولكن تحقّق التقاطع على اسم الوزير السابق جهاد أزعور.
أمّا اليوم، فعاد باسيل الى الساحة عبر ثلاثة خطوط يعمل عليها بشكلٍ متوازٍ، وبأسلوب يُذكّر بميزات كان يتفرّد بها وليد جنبلاط وحده في اللعب على حبال التوازنات، من دون أن يسقط.
فباسيل أعاد التفاوض مع حزب الله، وهو التقى الشخص المكلّف من قبل قيادة “الحزب”، أي الحاج وفيق صفا، خمس مرّات حتى الآن. يدرك باسيل أنّ هذا الحوار لا يُنتج رئيساً، ولكن إن تحقّقت التسوية على اسم فرنجيّة لن يكون خارجها بل سيشارك فيها عبر العلاقة مع حزب الله.
وباسيل يحافظ على شعرة التقاطع مع قوى المعارضة على اسم جهاد أزعور. وهذا التقاطع قد يستمرّ على الاسم نفسه، أو قد يصل لاحقاً الى اسمٍ آخر. تحضر هنا لائحة قصيرة من الأسماء من بينها نعمة افرام وزياد بارود. إن أوصلت التسوية أحد هؤلاء سيكون باسيل شريكاً فيها.
أمّا الخطّ الثالث الذي يعمل عليه باسيل فهو التفاوض مع الجانب القطري الذي يدعم، بشكلٍ أساس، قائد الجيش العماد جوزيف عون، كما يطرح معه لائحة قصيرة جدّاً من المرشّحين المحتملين. وتشير المعلومات الى أنّ رئيس “التيّار” يملك سلسلة مطالب وشروط صعبة جدّاً لتأييد عون، تلبيةً لرغبةٍ قطريّة. إن أوصلت تسوية ما العماد عون سيحاول باسيل أن يكون شريكاً فيها، من الباب القطري.
ركب باسيل إذاً على ثلاثة خطوط، هي الوحيدة المتوفّرة حاليّاً لإيصال رئيسٍ للجمهوريّة. هو يريد أن يكون في صلب المشهد، فيحظى بمكتسبات بغضّ النظر عن هويّة الرئيس المقبل. لعبة سياسيّة بارعة تخوّله أن يحظى بلقب “مسحوق السياسة اللبناني”. هو “٣ بواحد”، من دون جلي وغسيل وتنظيف…