22-نوفمبر-2024

كتب أكرم حمدان في “نداء الوطن”:

بعدما تصدّر لبنان لائحة الدول الأكثر تضخّماً من حيث الغذاء عالمياً، حيث بلغت نسبته 352%، وسجل أعلى نسبة تضخّم في أسعار الغذاء ضمن الترتيب ‏العالمي بنسبة بلغت 261%، وفق تقرير للبنك الدولي، جاء تقرير منظمة «اليونيسف» الذي كُشف النقاب عنه قبيل عيد الأضحى ليرسم صورة سوداوية لمستقبل الطفولة في لبنان.

نتائج هذا التقرير التي قد تكون مرّت مرور الكرام على غالبية المسؤولين، شكّلت محور جلسة خاصة عقدتها لجنة الصحة والعمل والشؤون الإجتماعية البرلمانية أمس برئاسة النائب بلال عبد الله وخُصّصت للإطلاع على تفاصيل هذا التقرير وحيثياته.

ووفق عبد الله، فإنّ التقرير يتحدث عن فقر المجتمع وفقر الأطفال، إضافة إلى ملحق يرتبط بتراجع التغطية الغذائية لأطفال لبنان حيث الأرقام مقلقة جداً بل مخيفة أحياناً.

وتوجّه بالشكر إلى «فريق عمل اليونيسف، والسيدة أيتي نائبة مدير مسؤول لبنان على الشرح الذي قدّمته لأعضاء لجنة الصحة النيابية، والمرتبط بالدراسة التي أجرتها المنظمة في كل لبنان وبكل القطاعات مع اقتراحات وتوصيات قد تكون مفيدة لنا كمجلس نيابي وكحكومة لبنانية خصوصاً أنّ هذا الموضوع مستمرّ ولم يتوقف».

وأعلن أن»لجنة الصحة النيابية ستتابع تعميم وتوسيع الخدمات المتعلّقة تحديداً بالأطفال في لبنان، مستوى معيشتهم وحمايتهم الصحية والغذائية خصوصاً، في المدارس الرسمية، وهناك مسؤولية كبرى على الدولة اللبنانية والحكومة عندما تضع موازنة 2023 أن تعطي التغطية الإجتماعية والغذائية لمدارس الأطفال، العناية الأساسية وأن تكون هناك حماية ورعاية أكبر من كل المعنيين».

وعلمت «نداء الوطن» أنه تم التركيز خلال النقاش والجلسة على وضع اللبنانيين، علماً أنّ الدراسة تشمل كذلك، السوريين والفلسطينيين، كما تمّ التركيز على الرعاية الصحية الأولية والمدارس الرسمية والبرامج التي تهتم بالعائلات الأكثر فقراً، وتحديداً موضوع الأطفال، وتمّ شرح مفصّل لطريقة إعداد الدراسة، كما تمّ التأكيد على أن تشكل هذه الدراسات ونتائجها، حافزاً لزيادة الإعتمادات في الموازنة وكذلك تحفيز المجتمع الدولي لزيادة مساعداته ودعمه لبنان في هذه الظروف العصيبة.

بدورها، قالت نائبة ممثل «اليونيسف» في لبنان السيدة أيتي، التي شاركت في الجلسة وقدّمت شرحاً مفصّلاً للتقرير: «تبين لنا أن الأكثر تأثراً بالأزمة في لبنان هم الأطفال من عمر صفر إلى 4 سنوات وهذا الجيل هو الذي يجب أن نستثمر به للمستقبل، كما تبين أنّ هناك 33% من اللبنانيين يعانون من انعدام في الأمن الغذائي وأنّ هناك نحو 320 ألف طفل يعانون من سوء تغذية وأنّ 53% من اللبنانيين يعيشون بحالة فقر متعدّد الأبعاد».

وتابعت في تصريح لها بعد الجلسة: «تبين أن هناك نسبة من الأطفال توقفت عن الذهاب إلى المدرسة وتوجهت إلى العمل لمساعدة أهاليها في عمر تحت سن الـ18 سنة، وهناك الكثير من الأطفال لا يتلقون العناية الصحية المطلوبة، كما أن دفع هؤلاء إلى العمل أدى إلى وجود توترات وخلافات بينهم وبين الأهل، كما تمّ تسجيل زيادة في حالات العنف التي تؤدي إلى الوفاة أحياناً».

نتائج التقرير

وكانت نتائج المسح أو التقرير الذي نشرته «اليونيسف» أظهرت أنّ عائلات لبنانية تضطر لإرسال أطفالها، وبعضهم لا تتجاوز أعمارهم ال6 سنوات الى العمل، وأن حوالي 9 من كل 10 أسر لا تملك ما يكفي من المال لشراء الضروريات، وأنّ 15% من الأسر أوقفت تعليم أطفالها، وخفّضت 52% من إنفاقها على التعليم، مقارنة بنسبة 38% قبل عام، كما خفضت ثلاثة أرباع الأسر الإنفاق على العلاج الصحي، مقارنة ب6 من كل 10 في العام الماضي.

وإضطرت إثنتان من كل خمس أسر إلى بيع ممتلكاتها، كما إضطرت أكثر من أسرة من بين كل 10 أسر، إلى إرسال الأطفال إلى العمل كوسيلة للتكيف مع الأزمات العديدة.

وفي توصيات التقرير، حثّت «اليونيسيف» الحكومة على الإسراع في تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للحماية الإجتماعية التي وضعت أخيراً، والتي تتضمن خططاً لتقديم المنح الإجتماعية لمن هم في أمسّ الحاجة إليها بما في ذلك الأسر الأكثر ضعفاً وتلك التي تربي أطفالاً. ودعت «اليونيسيف» الحكومة الى «الإستثمار في التعليم من خلال الإصلاحات والسياسات الوطنية لضمان حصول جميع الأطفال، وخصوصاً الأكثر ضعفاً منهم، على تعليم شامل وعالي الجودة».