هذه الخطوة تحتاج الى مئات ملايين الدولارات، وعند اي نكسة أمنية او سياسية تكون من اول المتضرّرين، لانّها تعتمد خصوصاً على السياحة الخارجية. وهذا ما يفسّر غياب اي استثمارات خارجية كبيرة في القطاع الفندقي».
وعمّا اذا كانت هناك حاجة لفنادق كبيرة في ظل ارتفاع الطلب على الغرف، قال بيروتي: «دائما هناك حاجة، لاسيما انّ الفنادق الكبرى في بيروت لا تزال مقفلة منذ بدء الازمة، وهي تُعدّ واجهة اساسية للسياحة في بيروت. صحيح انّ استمرارها بالاقفال هو خسارة للبلد، لكن من جهة اخرى نفهم انّ تسيير هذه الفنادق يحتاج الى استثمارات كبيرة، والمستثمرون يتردّدون في الإقدام على مثل هذه الخطوة في ظلّ غياب الأجواء الاستثمارية عن البلد».
تابع: «إنّ اعادة افتتاح اي فندق مصنّف 5 نجوم في العاصمة يحتاج الى سياح من فئة 5 الى 6 نجوم، وهؤلاء يصعب ايجادهم بسهولة، كذلك هذه الفنادق تجذب سياحة المؤتمرات والاعراس او سياحة من نوع محدّد، وهي باتت قليلة جدا في لبنان. أضف الى ذلك، انّ هذا النوع من الاستثمار يحتاج الى أعداد كبيرة من اليد العاملة اللبنانية، ونحن نعاني من نقص كبير في هذا المجال. فالهجرة التي شهدها القطاع أخيراً أدّت الى نقص كبير في اليد العاملة اللبنانية والتي لا يمكن استبدالها بيد عاملة اخرى».
القطاع المطعمي
في المقابل، وعلى عكس القطاع الفندقي، استطاع القطاع المطعمي ان يقف على رجليه مجدداً. إذ انّ عدداً كبيراً من المؤسسات المطعمية التي اقفلت ابان الأزمة المالية عادت وفتحت ابوابها مجدّداً، كذلك سُجّل افتتاح مطاعم جديدة.
وفي السياق، يؤكّد نائب رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري خالد نزهة لـ«الجمهورية»، انّ القطاع شهد أخيراً الكثير من الاستثمارات، وقال: «كان القطاع يضمّ قبل الأزمة نحو 8500 مؤسسة (ما بين مطعم وملهى وباتيسري اجنبي وعربي..) و160 الف لبناني مسجّلين في الضمان الاجتماعي، ونحو 4500 مؤسسة موسمية تتوزع ما بين كسروان الزعرور كفرذبيان وصور والبترون.. وفي الجرود، وهؤلاء كانوا يشغّلون حوالى 45 الف لبناني معظمهم من الطلاب.
لكن بعد الأزمة والانهيار المالي والاقتصادي وانفجار المرفأ وكورونا، تدمّر القطاع، بحيث أقفل أكثر من 60% من المؤسسات العاملة في القطاع، لينخفض عدد المؤسسات من 8500 الى 4300 مؤسسة من ضمنها 300 مؤسسة جديدة، وتمّت اعادة فتح أماكن السهر الكبيرة (الروفتوب) ولا تزال بعض المؤسسات تستعد لتعاود فتح ابوابها، حتى الوسط التجاري بعدما كان معدماً، نلاحظ اليوم فتح مؤسسات جديدة واعادة فتح اخرى كانت مغلقة بسبب الأحداث.
الامر سيان بالنسبة الى الكثير من المناطق اللبنانية شمالاً وجنوباً وبقاعاً، التي تشهد استثمارات في هذا القطاع. كما نلاحظ إعادة إحياء للشوارع السياحية، لاسيما بعد انفجار المرفأ مثل الجميزة ومار مخايل».
ورداً على سؤال، أكّد نزهة انّ كل المناطق تشهد نمواً في القطاع المطعمي، من البترون وجوارها الى ساحل المتن ومار مخايل والجميزة وبدارو وصولا الى صور… وأشار الى انّ «هذا النمو الكبير الذي يشهده القطاع تمكّن من توفير 30 الف وظيفة للبنانيين، ورغم الهجرة الكثيفة من اليد العاملة الماهرة الى الدول العربية او غير بلدان، وخسارتنا الكبيرة لهم، الّا اننا اليوم تمكنا من تأمين فرص عمل خصوصاً لطلاب الجامعات، ونحن نتعاون مع الجامعات من أجل تدريب يد عاملة لبنانية».