كتب داني حداد في موقع mtv:
ثلاثة أصوات نيابيّة قفزت من مرشّح الى آخر. ما عدا ذلك، انتهت جلسة أمس من دون مفاجآت. البحث الآن هو عمّا بعدها.
كرّست هذه الجلسة، رسميّاً، عدم قدرة أيّ فريق على إيصال مرشّحه. لا بدّ من التوافق، قالها كثيرون أمس، وخصوصاً نوّاب حزب الله، حتى قبل الدخول الى الجلسة وظهور النتائج. وفي ذلك رسالة هي الأعمق في كلّ ما حصل أمس.
إلا أنّ الفارق غير الكبير سيمنح “الثنائي” قدرةً أكبر للتفاوض وعدم التراجع الفوري عن اسم الوزير السابق سليمان فرنجيّة. وعليه، سيُبلغ “الحزب” الموفد الفرنسي جان ايف لودريان بأنّه متمسّك بفرنجيّة، مع انفتاحه على التوافق. وسيكرّر رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام لودريان ما قاله لموفدَي بكركي: مرشّحي فرنجيّة ثمّ فرنجيّة ثمّ فرنجيّة.
وسيمرّ شهرٌ وشهران، قبل نضوج إمكانيّة الاتفاق على اسمٍ جديد ربما يشكّل تقاطعاً بين حزب الله والنائب جبران باسيل هذه المرّة. رئيس “التيّار” على استعداد للتخلّي عن اتفاقه المرحلي مع “القوات” ليقنع “الحزب” بأنّ مرشّحه زياد بارود هو الأوفر حظّاً، خصوصاً مع الأصوات الستّة التي نالها أمس، ما يجعله قادراً على جمع “تقاطع” بين “التيّار” وقوى معارضة.
إلا أنّ ذلك لا يعني إمكانيّة تخطّي عقبة تأمين نصاب الثلثين، حتى لو وافق “الحزب”، علماً أنّ موافقة بري تبدو أصعب.
علماً أنّ أيّ إسم سيسير به “الحزب”، غير فرنجيّة، سيحتاج الى ضمانات يقدّمها، ولن يأتي إلا عبر “سلّة” متكاملة تشمل، خصوصاً، رئاسة الحكومة وشكلها وتوازناتها. وحده فرنجيّة “ضماناتو منّو وفي”، كما يقول مصدر قريب من حزب الله.
خيارٌ آخر يبدو وارداً أكثر في المرحلة المقبلة هو اسم العماد جوزيف عون، المرتبط بالدفع الخارجي المتمثّل خصوصاً بالدور القطري، علماً أنّ موفداً قطريّاً سيزور لبنان في غضون أيّام. “التقاطع” المطلوب هنا خارجي أكثر من داخلي، بهدف تحقيق خرق في رأي حزب الله وبري.
ولن تنحصر المنافسة بإسمَين، خصوصاً إذا كان “الثنائي”، وهو الممرّ الإلزامي لأيّ مرشّح، يرفضهما. تحضر هنا لائحة أسماء قليلة بدأت تضيق فعلاً بعد وضوح صورة الاصطفافات واحتمالات تغيّرها.
في الخلاصة، ما من حسمٍ قريب في الملف الرئاسي، ويمكن الجزم أنّ الرئيس المقبل لن يأتي في مناخٍ حارّ. سبق أن قلنا: “صيّفوا”، والرئاسة ستُبحث جديّاً، وقد تُحسَم، مع اقتراب الخريف. حينها قد نردّد، للرئيس لا للمغتربين: أهلا بهالطلّة.