23-نوفمبر-2024

كتبت مريم حرب في موقع mtv: 

تعود سوريا إلى الحضن العربي، ولبنان أيضًا. الدخان الأبيض يتصاعد والعين على الطبقة السياسيّة لتُقرن وعودها بأفعال وتُترجم الديناميكية الجديدة بإصلاحات وتغيّرات جذرية في النظام القائم لإعادة النهوض بالبلد.

أولى المؤشرات السعودية تجاه لبنان ظهرت في اهتمامها بانتخاب رئيس للجمهورية وإنهاء حالة الشغور وإعادة انتظام عمل المؤسسات. فـ”السعودية التي باتت تنظر إلى لبنان اليوم بنظرة استراتيجية نظراً لموقعه الجغرافي على البحر المتوسط وكوجهة استثمارية أساسيّة”، كما يؤكّد وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام، أعطت إشارات إقتصادية أيضًا.
وأضاف سلام، في حديث لموقع mtv: “الأجواء الإيجابية بدأت تترجم بلقاءات ثنائية بيني وبين وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل بن فاضل الابراهيم وهذا الأمر ما كان يحدث سابقًا”، كاشفًا أنّ اللقاء، الذي دام قرابة الساعة، تطرق خلاله الوزيران إلى “ملفات عدة منها إعادة العلاقة الطبيعية الإقتصادية والتجارية بين البلدين ما يعني الفتح التدريجي للاستيراد والتصدير”.

تأثّرت حركة الاستيراد والتصدير بين لبنان والسعودية عقب الأزمة الدبلوماسيّة الأخيرة وتوقيف شحنات كبتاغون موضّبة في مزروعات لبنانية بعدما تخطّى حجم التبادل التجاري بين البلدين ما يُقارب الـ800 مليون دولار في السنوات السابقة. ورأى سلام أنّ “إعادة فتح الأسواق تُشكّل نقلة نوعية لتصدير المنتجات اللبنانية إلى السعودية وإدخال العملات الصعبة إلى البلد”.

نسأل وزير الاقتصاد عن الضمانات التي ستُقدّم إلى السعودية لمنع تصدير الكبتاغون، فيجيب: “عرضت خلال لقاءاتي الثنائية النشاط غير المسبوق الذي قامت به هذه الحكومة وتحديدًا وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية لضبط شحنات الكبتاغون ومنع تصديرها إلى الدول الخليجية وهذا الأمر مطمئن لهم، وقد شاهدوا تعاطي لبنان الجدّي في هذا الملف”.  

ساعة المساعدات السعودية للبنان ليست مرهونة بانتخاب الرئيس، إنّما “حديث أنّ لبنان يشكل فرص استثمار في البنى التحتية تلقى إعجابًا ولديهم نية واستعداداً للدخول في مشاريع اسثتمارية في البنى التحتية في إطار ما يسمّونه فرص مشتركة ناجحة”، على حدّ تعبير سلام.

رغم الأزمة التي ألمّت بلبنان، لا يزال الشباب اللبناني علامة فارقة في العالم وهو يُثبت قدراته ومهاراته في المجالات كافة. ومن هذا الإطار تنظر السعودية إلى الشباب اللبناني كاستثمار أساسي في القدرات البشرية وكشريك في التقدم التكنولوجي الذي تعمل عليه السعودية ضمن رؤية 2030. إلى ذلك، أعلن سلام أنّ “ملفات عدة تجذب اهتمام الدول العربية منها الشاطئ اللبناني والمياه وقطاع الطاقة المتجدّدة ولديهم نية للإستثمار بمبالغ كبيرة”.

قد تكون عودة الدول العربية إلى لبنان والاستثمار فيه بشرة أمل وفرصة حقيقيّة للنهوض بالبلد وربّما عكس موجة الهجرة. فرصة لبنان للعودة إلى الحياة سانحة، علّ هذه الطبقة السياسيّة تتعظ ولا تُهدر الفرصة أو بالأحرى لا تعتبرها فرصة لإعادة لترسيخ نفوذها والاستفادة المالية.