المستشفى الكبير لعلاج الأورام في الخرطوم مغلق، والمستشفيات الصغيرة في مدن أخرى ينقصها الدواء، أما مركزا علاج سرطان الأطفال الوحيدان في البلاد فلا يمكن الوصول إليهما.
هذه شكاوى عالية الصوت يرفعها أطباء سودانيون للتنبيه لخطر الحرب الجارية على حياة المرضى.
وينقل عدد من هؤلاء الأطباء والعاملون في مستشفيات الأورام قليلة العدد في السودان لموقع “سكاي نيوز عربية” صورة لما فعلته “الرصاصات الطائشة”، والاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في وضع حواجز بين مرضى السرطان والوصول لعلاجهم.
مستشفيات مغلقة وجرعات متأخرة
نائبة مدير مستشفى الذرة لعلاج الأورام بالخرطوم، الدكتورة عبير عمر الزبير، تقول إن المستشفى توقف عن العمل تماما بعد تحوله إلى “ثكنة عسكرية”.
ويقع المستشفى في وسط العاصمة، وهي في قلب “الاشتباكات” وتعرض للقصف، وتم إخلاؤه من كافة الأطباء والعاملين والكوادر الطبية، وفقا لحديثها.
وفي شهادتها تلفت إلى أنه: “داخل المستشفى يوجد جميع المعلومات والبيانات والشهادات الطبية، وجميع تفاصيل العلاج الخاصة بالمرضى، وأصبح من المستحيل الوصول إليها، وداخل الخرطوم لا يوجد حاليا أي مركز لعلاج الأورام”.
أما في المدن الأخرى “فتوجد بعض المراكز لعلاج الأورام، لكن هناك عقبة تتعلق بعدم توفر الأدوية والمسكنات والعلاجات الكيماوية، فإذا استطاع مرضى السرطان من المقيمين في الخرطوم الوصول لمراكز علاج الأورام في الأقاليم فإن الأدوية محدودة، والجرعات غير متوفرة لهم”.
وكان مستشفى الذرة يعالج ألف مريض شهريا، وهو ما توقف منذ اندلاع الاشتباكات، كما توضح عبير الزبير، لافتة إلى أن هناك من تأخرت الجرعات المقررة لهم، وهناك أطفال مصابين بسرطان الدم “اللوكيميا” لم يتلقوا العلاج منذ اندلاع الاشتباكات.
وفيات الأطفال
رئيس وحدة أورام الأطفال بمستشفى الأمل بالخرطوم، الدكتور محمد عوض الخطيب، يتحدث عن حال المستشفيات المتخصصة بعلاج الأطفال، قائلا إنه في السودان بأكملها لا توجد سوى مستشفيان لعلاج سرطان الأطفال، الأول هو مستشفى الأمل في الخرطوم، المغلق تماما، والثاني في مدني بولاية الجزيرة وهو صغير وغير قادر على علاج جميع المرضى، كما يصعب الوصول إليه بسبب الاشتباكات.
وكان مستشفى الأمل يعالج 1500- 2000 طفل شهريا، تتراوح أعمارهم من يوم واحد إلى 15 عاما.
ويحذر الخطيب من أن “جرعات علاج سرطان الأطفال محسوبة ويجب تلقيها في وقت محدد، وتأخيرها سوف يتسبب في انتكاسة للمرضى قد تؤدي للموت.
وتعلق أستاذة علم أمراض الأنسجة المريضة، الدكتورة إحسان عبد الحليم، بأن “الوضع أصبح خطيرا لعدم توفر الأدوية الخاصة بالعلاج الكيماوي وبالأشعة”.
ومن الناحية التشخصية، فقد الكادر الطبي كثيرا من عينات المرضي النسيجية التي تعرضت للتلف؛ نتيجة عدم مقدرة العاملين بالمختبرات الوصول لأماكن عملهم، وفقا لما تنقله من مشاهداتها.
“أوقفوا الحرب”
لم يعد لدى الدكتور الخطيب سوى القول لأطراف الصراع: “أوقفوا الحرب، أو مكنوا المرضى من تلقي العلاج في مكان آمن لا تصل إليه الرصاصات الطائشة”.
وتوجه الدكتورة الزبير برسالة لجميع الجهات المعنية: “يجب وقف الحرب لعودة المياه إلى مجاريها، وتوفير الدواء وتمكين المرضي من تلقى العلاج”، موجهة مناشدة بتوفير “معدات العمل والعلاجات، وتمكين الكوادر الطبية من أداء عملها لتخفيف معاناة مرضى السرطان.