22-نوفمبر-2024

جاء في جريدة “الأنباء” الالكترونية:

رغم عطلة عيد الفطر وما يرافقها من مراوحة سياسية، فإن “القنبلة الدفاعية” التي رمتها فرنسا الخميس لا تزال تتفاعل، ومن المرتقب أن يكون لها تداعياتها في الأيام والأسابيع المقبلة، وسيكون صداها مسموعاً في الحوارات الإقليمية التي ستحصل وتبحث الملف اللبناني، خصوصاً اللقاء الخماسي في حال عُقد.

الموقف الفرنسي النافي دعم باريس لأي مرشّح رئاسي، يشمل سليمان فرنجية في طيّاته، لا بل إنّه صدر ردّاً على ما تداولت وسائل الإعلام به في الفترة الأخيرة وجزمته، وهو تبنّي فرنسا لترشيح فرنجية ودعمه، وخوض المفاوضات مع الأطراف الإقليمية على أساسه، ووضع الإليزيه معادلة فرنجية مقابل نواف سلام أو غيره من الشخصيات المحسوبة على المحور المعارض لـ”حزب الله” في لبنان.

مصادر سياسية متابعة للشأن أشارت إلى أن “فرنسا لم تدعم فرنجية إلى الرئاسة كمرشّح باريس، لكنها كانت تؤيّد إنجاز أي تسوية تُنهي الفراغ وتُطلق عملية سياسية في لبنان، وتُحدث توازناُ نسبياً برأيها، انطلاقاً من معادلة رئاسة الجمهورية لـ”حزب الله” وحلفائه، ورئاسة الحكومة للفريق المعارض، لكنها اصطدمت بالرفض السعودي الذي لم يتبدّل، بعكس ما قال إعلام الممانعة في محاولة للضغط وضعضعة صفوف المعارضة”.

ولفتت المصادر عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية إلى أنّ لفرنسا مصالح ضخمة في إيران من خلال شركة “توتال” وحقول النفط الموجودة هناك، و”الصفقة” التي تُحاول فرنسا ترتيبها في لبنان لا تخرج عن سياق التسويات التي تعقدها باريس مع طهران، وعنوانها العريض استخراج النفط، لكن وفي الإطار نفسه، ثمّة مصالح فرنسية سعودية لا يُمكن لباريس تخطّيها، وانطلاقاً من هاتين النقطتين، قد تكون فرنسا اختارت الوسطية والتوفيق، لا الاصطفاف والتحدّي.

وفي سياق متصل، أشارت المصادر إلى “الدعاية الإعلامية الضخمة” التي يقودها إعلام فريق الممانعة، والتي تندرج في سياقها أخبار “مفبركة” تتحدّث عن قبول سعودي لفرنجية، وتبدّل مواقف أطراف المعارضة من مرشّح “حزب الله”، ورأت المصادر في ذلك جزءاً من المعركة السياسية التي يخوضها الحزب للضغط على الأطراف الأخرى وإحراجها، وتقليب الرأي العام في الوقت نفسه.