كتبت سمر الخوري في “المركزية”:
فجأة ومن دون سابق انذار “غزت” باخرتان محملتان بالبطاطا والبصل المصريّ لبنان، الأمر الذي أشعل جبهة المزارعين، وتحديدا مزارعي البطاطا الذين يستعدون لقلع موسم البطاطا في غضون أسبوع أو اثنين، وزادت نقمتهم على القوى السياسية، محمّلين وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن مسؤولية كساد الموسم وسط صعوبة في تصريف المنتوجات في ظلّ المضاربة المصريّة معطوفة على الخسائر التي يتكبّدونها مع ارتفاع كلفة الانتاج!
ولأنّ “ربنا بيضرب بالشمال وبيستلقى باليمين”، يبدو أنّ باب انفراج عراقيّ فتح أمام المزارع اللّبناني! هذا ما كشفه رئيس تجمع المزارعين والفلاحين ابراهيم الترشيشي، الذي أعلن عبر “المركزية”عن فتح السوق العراقية لاستيراد البطاطا وغيرها من الخضار، آملا بأن ينقذ القرار العراقي الصادر اليوم المحصول اللّبنانيّ.
وفي الاطار عينه، أشار ترشيشي الى أنّ قسما كبيرا من البطاطا المصرية، والتي كان من المتوقّع أن تلحق ضررا بالموسم اللّبنانيّ ستشحن هي أيضا الى العراق.
“الانفراجة” هذه، والضرورية في الشكل والمضمون، يُؤمل ألّا تتحوّل الى نقمة جديدة، فتتكرّر تجربة “البصل” مع “البطاطا” وهو المُنتج الأساسي على المائدة اللّبنانية، ويستهلكه الفقير والغنيّ.
أسعار الخضار والفاكهة الى انخفاض
من جهة ثانية، وفي حين تشهد سوق الخضار والفاكهة تقلّبات سريعة بالأسعار، أوضح ترشيشي أنّ المضاربات في سعر صرف الدولار، والتغييرات التي تلحق بالعملة الخضراء من شأنها أن تزلزل الاقتصاد ومن خلفه كل القطاعات، وأن تقضي على كلّ أمل بتحسّن القطاعات. ويؤكّد أن لا شيء يعيد الاستقرار الى الأسعار، إن كان على صعيد المنتج أم المستهلك الا استقرار سعر صرف الدولار.
وفي الاطار، توقّع ترشيشي انخفاضا ملحوظا بأسعار الخضار والفاكهة اعتبارا من هذا الشهر مترافقا مع ارتفاع العرض مقابل الطلب، وتحديدا أسعار البصل والبطاطا والبندورة والخيار والكوسى والبذنجان والبقدونس والخس… على أن تنخفض تباعا كلّما تقدّمنا باتجاه الصيف وارتفعت درجات الحرارة.
في المقابل، تخوّف ترشيشي من انخفاض الاسعار الى درجة تصبح فيها أقل من كلفة الانتاج، ما سيؤثر على المزارع اللّبناني الواجب المحافظة عليه ومن خلفه القطاع الزراعي، لأن بديل المزارع اللّبناني سيكون إمّا الاستيراد وإمّا العمال غير اللّبنانيين.
وأمل أن يشكّل مجيء السياح الى لبنان فرصة اضافية لتصريف الانتاج الزراعي اللّبناني، كي يبقى المزارع اللبناني متجذرا في أرضه ووطنه.