01-نوفمبر-2024

أكد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، ‏خلال الجمعية العمومية لقطاع الشباب في “التيار” بعنوان “القصة كلا” في مركز “لقاء” في الربوة، في حضور الرئيس ميشال عون أن “قصتنا قصة نضال لا يتوقف وقصة حلم لا ينتهي، وهي قصة وطن حر محرر، وفيه دولة قوية”.

وقال: “ويل لشعب يضحي بـ”الاوادم من أجل الحرامية” وحلمنا بالسيادة والاستقلال ورئاسة الجمهورية تحقق، لكن أحلامنا لم تنته ولا سيما بناء الدولة”.

وأعلن باسيل في كلمته: “أن قصتنا يا صبايا ويا شباب التيار، قصة نضال لا يتوقف وقصة حلم لا ينتهي. القصة هي قصة وطن وحلم أن يكون حرا محررا، وفيه دولة قوية. أول انسان أخبرنا القصة هو الجنرال عون في الـ88، ومعه حلمنا فيها ومشينا الطريق، واليوم نخبركم اياها نحن واياه، وفي المستقبل ستخبرونها للأجيال المقبلة. والحلم لا ينتهي ولا يشيخ”.

وأضاف: “أنا في كل سنة كنت أقول للجنرال بعيده: أنت الحلم والحلم لا يشيخ، ومرة زدت وقلت له انت الكرامة… والكرامة لا تشيخ، لأنك كرامتنا.

السنة الماضية قلت له: تكبر بالعمر صحيح، لكن الكرامة تبقى أكبر. هذه آخر سنة في القصر، لكن في الوطن عمرك لا ينتهي. جنرال في عيدك الـ87 تبقى جبلا والجبل لا يشيخ. جنرال أنت السنة تعيد عيدك الـ88 معنا، مع شباب التيار ولأنك في عقلك شاب، أكثر منا، قررت أن تعيد معنا”.

وتابع: “مرة قلت لنا “ويل لأمة تضحي بشبابها من أجل شيبها”، ونحن اليوم نقول لك “ويل لشعب يضحي بأوادمه من أجل سارقيه”. وشباب التيار في عيدك قالوا لك: “الحلم لا يشيخ، والكرامة لا تشيخ وأنت لا تشيخ والتيار لا يشيخ، طالما أنه يحمل فكرك”.

وقال: “الحلم لا ينتهي، ولو اعتبر الانسان أنه حققه، فيخلق حلم تان بعده، والانسان الذي لا يحلم يموت في عقله وروحه. منذ العام 1978 نحلم بتحرير لبنان من اسرائيل وتحقق الحلم بالـ2000 ومنذ الـ1988 حلمنا بتحرير لبنان من الوصاية السورية وتحقق الحلم في الـ2005.

حلمنا بالحرية والسيادة والاستقلال وتحقق الحلم، فهل سنحافظ عليه أم سنخسره؟ في الـ2005، حلمنا بالجنرال عون رئيس جمهورية وتحقق الحلم في الـ 2016، انتخب بحرية وبسيادة وباستقلال، لأنه رئيس لبناني، صنع في لبنان، وقوته من لبنان، وجذوره وفكره ومشروعه فقط في لبنان – هل انتهى الحلم؟ هل تحققت احلامنا؟ لا! لأن حلمنا الأساسي والكبير هو بناء الدولة – الحرية والسيادة والاستقلال، لتكون لدينا دولة حرة ومستقلة وسيدة، وليس مزرعة أو أرض سائبة أو مشاع. حلمنا بالرئاسة لتكون وسيلة لبناء الدولة الصالحة والقوية”.

وأضاف: “الحلم ببناء الدولة لا يتحقق بسرعة، والا سيكون وهماً والوهم يكون سما. فاذا كان أحد توهم أننا بالرئاسة نحقق كل أهدافنا، يكون آخر الوهم غصة! وهذه الغصة أصابت اللبنانيين، لأنهم اعتقدوا أن مع الرئيس عون سيتحقق كل شيء وربما الحق علينا قليلا، لأن البعض اعتقد ذلك.

ربما وهم أن نفكر ان كل الفاسدين سيدخلون السجن دفعة واحدة، خصوصاً عندما يكون جمهور الفساد أكبر من جمهور الاصلاح. وربما وهم أن نصدق أن الفاسدين سيصبحون قديسين.

ولكن سيكون استسلاما وخنوعا وضعفا وفشلا وكسلا، اذا قبلنا فكرة أنه لا يمكننا أن نفعل شيئا، وان لا “حرامي” سيدخل السجن، وان امثال رياض سلامة يفعل كل ما فعله ولا يحصل شيء، ونصبح نحن من فرقة “الزقيفة” او “القبيضة”. الحلم أن يقوى الاصلاح على الفساد، والاصلاحيون يحاسبون الفاسدين، وهنا الحلم لا يقف لأنه معركة الخير مع الشر ونحن أهل الخير؛ وهنا “الحلم بكون قصة تسم عندما تقطعها في نصفها”.

وتابع: “نحنا أناس حلمنا لا يتوقف ولا يشيخ، وطالما أننا نحلم، فهو الحافز لعملنا ونضالنا وتعبنا، سننتصر وينتصر الخير على الشر، والاصلاح على الفساد، وواحد مثل رياض سلامة سيحاسب.

واذا لم يحاسب أمثاله، لن يقوم الوطن. ومن يريد دولة وإصلاحا، بدلا من أن يستعمل قوته على الغرب، فليستعملها على رياض أسهل؛ وبدلا من أن يتمرجل الغرب علينا بالاصلاح، يوقف دعمه، هو وجماعته، لرياض”.

وقال: “يريدون إصلاحا، لكنهم يريدون الاتيان برئيس جمهورية فاسد، ورئيس حكومة فاسد وحاكم مركزي أفسد منهم وبحمايتهم ويستاؤون اذا قلنا لا، فلا ومئة لا. لا أحد يهددنا بالفوضى أو بعقوبات، أو بالفراغ وبالحكومة وبمجلس النواب. نحن نختار رئيس الجمهورية بقناعتنا، ولا أحد يفرضه علينا، والجمهورية لا بأمثال هؤلاء.

حلمنا بلبنان القوي وبالجمهورية القوية وبالدولة القوية لا يتوقف، وسنحققه طالما هناك شباب مثلكم سيكملون النضال والحلم، ويؤمنون بقضية وطن. الحلم بكل شيء، بكل قطاع. حلمنا ان نضع قانون الغاز وحققناه؛ حلمنا وضع مراسيم وهيئة النفط وحققناه. حلمنا تلزيمه ولزمناه. حلمنا برسم الحدود وفعلناها. لكن ذلك لا يكفي. اليوم نحلم باستخراجه، وسنستخرجه. ونحلم بصندوق سيادي كي لا “يشفطوا” الثروة وسنحققه. وبعدها سنحلم بالطاقة المتجددة وبخطوط الغاز ومعامل التغويز… نحلم، نعمل ونحقق. وعندما يعرقلوننا لا نتوقف عن التفكير ونعتقد اننا نتوهم ونتسمم لا!، هذا ليس وهما، بل نكمل ونناضل، ونتحمل عقوبات ونقوم منها، ونكمل لنحقق وننجز الحلم أو قسما منه، ونستمر نحلم. نتوهم اذا فكرنا اننا سنصنع الدولة الفاضلة الميثالية الافلاطونية، ولكن ليس حلما ابدا اننا نصنع دولة باصلاح مؤسساتها وماليتها واقتصادها”. 

وتوجّه باسيل الى صبايا وشباب التيار قائلاً:

” قوتكم وقيمتكم بحلمكم، وبفضلكم نحلم كيف سيكون الوطن وكيف سيكون التيار.

نعم نحن لدينا رؤية للبنان 2050، ومعكم سنحققها. ولدينا رؤيتنا للتيار بالـ2026، والتيار 2030، والتيار 2050، وانتم ستحققونها.

الجنرال قال في الـ93، لا أريد التيار العوني بل التيار الوطني الحر، وحققه مع شبابه أي معنا. ونحن وإياكم سنصنع تيار 2050 أفضل. اولا يجب أن تعرفوا جيدا ماذا  يعني تيار وطني حر، ولماذا هو تيار كبير وليس حزبا صغيرا، وكيف سنعمل لنوسعه أكثر، وهذه الأمانة يجب أن نعد الجنرال بحفظها. نحن تيار لأننا في وجدان الناس وليس فقط ببطاقاتهم، ونستند على تاريخ لبنان وجذورنا فيه، وليس فقط على التنظيم الحزبي ونظامه الذي نعدله كل سنة، نحترمه ونطبقه كما هو، ونطوره عند الحاجة، ليخدمنا وليس فقط لنخدمه. تيار لأنه ينبض بعفوية الحياة وبنبض الشباب، ولا يشيخ بجمود أفكاره وأنانياته أو حبه للسلطة. تيار يتنظم ولكن لا يتكبل. وطني لأننا ممتدون على كامل ارض الوطن وفي بلدان الانتشار، ولأنه يجمع كل الطوائف، ولأن مشروعه وطني ولا ارتباط له خارج الوطن، لا سياسيا ولا ماليا ولا عقائديا. هو مشرقي، لكن لبناني ووطني أولا – هو عربي لكن لبناني ووطني اولا. هو متوسطي لكن لبناني ووطني اولا. بكل بساطة وطني لأن قضيته هي الوطن فقط. وحر، لأنه يتنفس حرية، ولأنه حر بقراره لا يتقيد بسلطة ولا بتمويل. لأن حياته من دون حرية لا معنى لها. حر لأنه اختار هو طريق الشوك عندما  كان بامكانه اختيار طريق الحرير. حر لأنه اختار مسار الدولة وبناءها وليس هدمها. حر لأن الحرية التي تحترم غيرها ولكن لا أحد يحبسها، ولا يحدها الا حرية الآخرين”.

وأردف: “انطلاقا من هذا التيار، أنا قلت هو أرزة لبنان. سنبقى فيه متجذرين ونعرف تاريخه ونفتخر به، لكن رأسنا شامخ الى السماء، وننظر الى فوق ونشمخ، لنعلو في  الـ2026 – 2030 و2050. نعلو بالمبادئ والرؤية والاخلاق والسلوك والخطط والمشاريع والانجاز، وليس بالكذب والمصالح والمنافع والتحايل على القانون وبالكلام بدل الانجاز وبالسياسة، باب رزق، بدل أن تكون باب اخلاق”.

وقال: “سنضع معا للتيار خططه ونرسم له مستقبله في مؤتمرنا الوطني بـ14 آذار المقبل على أساس مشروع انتخابي جديد بالـ 2026:

1 – مقاربة سوسيو- اقتصادية لتعاملنا مع الناس بمحنتهم المالية.

2 – آلية عملية لمحاربة الفساد وانجاز الاصلاح.

3 – ممارسة سيادية وكيانية بموضوع النزوح والهوية والثقافة والحدود والقرار الحر والسياسة المستقلة.

ونعتمد فيه لأجل ذلك على:

1 – حركة أسهل Mobility/Agility في عملنا التنظيمي من خلال لامركزية تنفيذية قطاعية ومناطقية، مستندة على مركزية بالقرار السياسي، كما نريد ان نرى لا مركزية في وطننا.

2 – إعادة هيكلة تنظيمنا ومجالسنا وهيئاتنا وعملنا ليكون في فعالية وانجاز اكثر.

3 – الأهم تفعيل دور الشباب وانخراطهم أكثر بالعمل وبالقرار السياسي والداخلي عبر استقطابهم، وتعيينهم في مراكز قيادية وكودرتهم وتدريبهم.

وقال: “سنلجأ هنا لتجربة العماد عون منذ كان في عمر الستين بالمنفى، كان اتكاله على الشباب ويتواصل معهم مباشرة، لأنه كان يفكر مثلنا، وعلمنا أن نفكر مثله. هو المدرسة، ونحن جيله، ونريد أن نتعبه بعد بتعليمنا وتثقيفنا ويعطينا وقته للشباب. هو قيمته كزعيم وقائد وملهم ومرب ومعلم أكثر بكثير من رئيس.

فهل تتذكر؟ كنت تقول لنا، ديغول نزل من Arc de Triomphe على الايليزيه، اليوم عدت الى الرابية… التاريخ دخلته، والآن حان وقت ان تدخل قلوب الاجيال المقبلة”.

وأضاف: “أهم شيء علمتنا إياه هو الحس النقدي لتكون لنا حرية التفكير، ولتكون قراراتنا وافكارنا مبنية ليس على المعلومات والمخابرات، بل على الحس والمنطق والرؤية والحدس السياسي السليم. انتم يا شباب، كل يوم تتعرضون لحملات كذب وافتراء تشوش سلامة تفكيركم. الأمثلة التي تحاول ايصالكم لليأس والاحباط وخيبة الأمل من أناس اعتبرتموها هي الأمل وهي الرمز وهي عنوان الوطنية والنظافة لا تنتهي، يحاولون ان يوسخوا هذه الصورة في ذهنكم لتيأسوا ويدفعونكم للهجرة. الأمثلة لا تنتهي وآخرها قصة مجلس النواب وكذبة مشاركتنا فيها والمحاصصة والصفقة”.

وقال: “اللواء ابراهيم صاحبنا وحبيبنا ونتمنى أن يبقى في الأمن العام، مثله مثل المدراء الجيدين لعمر 68، أنا تقدمت بمشروع قانون بالـ2017 لتمديد السن القانونية لكل المدراء العامين لابقاء الجيدين منهم للـ68 بقرار من مجلس الوزراء، أو ازاحة السيئين على الـ64. اذا هذه قناعتي بعد خبرتي في الادارة، واول ما تحدثوا معي بموضوع اللواء ابراهيم اجبت اننا نرفض اي تمديد انتقائي لشخص او لفئة من الناس، ونحن مع تمديد جماعي قناعة مني بالفكرة، والآن زيادة كرمال تعويضات كل الموظفين. ولم اطرح أو فكرت لحظة بأي اسم بالمقابل او بأي مقايضة مع انني كان يمكن ان اطلب مثلا دورة الـ94 المظلومة بالعسكر. اتخذت موقفا مبدئيا والتزمت به ورفضت كل القوانين المطروحة – ومنذ شهر وهم يكذبون في الاعلام عن طلبات ومقايضات ومحاصصة، كي اكون مثلهم، وهذا كله كذب.

كذلك بموضوع جلسة مجلس النواب، بلغت منذ اول يوم بشكل واضح، أننا لا نشارك بأي جلسة تشريع بظل غياب الرئيس اذا لم تكن بنودها بداعي القوة القاهرة او مصلحة الدولة العليا او ضروري واستثنائي وطارئ. واتفقنا في التكتل على الموضوع من اول يوم والتزمنا به. ومن شاركوا بعدة جلسات تشريعية بفترة الشغور الرئاسي 2014 – 2016 واقروا 77 قانونا شنوا علينا حملة وقالوا اننا سنشارك ونبازر. كذبوا عنا، وكذبوا عن انفسهم ونسوا تصاريحهم المسجلة يومها عن الزامية المشاركة بتشريع الضرورة. فقبل ان ينصحونا، فليطبقوا على انفسهم المنطق ذاته ويرفضوا جلسات الحكومة، لأنها أسوأ من جلسة المجلس. أقله المجلس شرعي، اما الحكومة فمبتورة. نحن لا نحاصر نفسنا ولا البلد وهم  يكذبون وينسون”.

وأضاف: “أحدهم قال عني أنني اذكى شخصية سياسية في لبنان، وأنا أشكره لأنه ذكي. لكنه قال عني أنني أكذب سياسي في لبنان لأني ضحكت على القوات والمستقبل والحزب. وقال عني ذلك لأنه هو كذاب. وهنا لم يشكره أحد، واتصل به الكذاب الأول في الجمهورية مستاء كيف وجدني اكذب منه. هذا كله ليقولوا اننا كلنا مثل بعضنا، كذابين وفاسدين، لا، هناك صادقون واصلاحيون في البلد، والكذابون والفاسدون لا يقبلون فينا، يريدوننا ان نكون مثلهم ومن هنا حملة الاغتيال السياسي”.

وختم باسيل: “هذا كله يؤدي الى الهجرة، وأخطر شيء، الهجرة النفسية. الهجرة الجسدية بشعة وخطرة، ولكنها تتعوض اذا حافظنا على محبة شبابنا لوطنهم وحافظنا على تواصلهم معنا ودعمنا وزيارتنا وعودتهم الينا، وهذا تعلمته من الخارجية. لكن الهجرة التي لا تتعوض هي الهجرة النفسية، والقرف من البلد لدرجة كرهه، وهذه الخسارة لا تتعوض. نحن التيار الوطني الحر لا نهجر بلدنا ولو اضطر بعض شبابنا تركه مؤقتا، ولا نقرفه او نكرهه بل نحبه ونموت من أجله، وهو كل قصتنا، ومعا نكمل القصة للنهاية”.