25-نوفمبر-2024

كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:

انطلاقاً من الفشل في تلبية الدعوات المتكررة للرئيس نبيه برّي الى الحوار، الّا ان الاخير لم يستسلم للأمر الواقع، بل لا زال يسعى لحوار ثنائي سيطلقه في القريب العاجل، يبدأ بمسلسل اتصالات جانبية ومشاورات قد تنتهي بخواتيم سعيدة، حيث من المرجح ان يرسل برّي وفداً استطلاعيّاً الى الدول الخليج لجس نبض ورصد في محاولة تقدم درجة واحدة على مقياس التقدم انجاز الاستحقاق.

يأتي ذلك في سياق الصرخة الذي اطلقها الرئيس برّي قبل يومين، فقال: ان “اللبنانيين مدعوون الى ان يثبتوا للعالم -الشقيق والصديق- ولكل من يتربص أو يتحين الفرص للإنقضاض على لبنان أننا قد بلغنا سن الرشد الوطني والسياسي، ونملك الجرأة والقدرة والمسؤولية الوطنية والمناعة السيادية لصناعة توافقاتنا وإنجاز إستحقاقتنا الداخلية والدستورية بأنفسنا وبما يتلاءم مع مصلحة لبنان وتطلعات أبنائه في كل ما يتصل بحياة الدولة وأدوارها وتطورها في الاصلاح السياسي والمالي والاقتصادي والقضائي، تعالوا الى كلمة سواء نثبت فيها أننا قادرون فهل نحن فاعلون؟”.

من الواضح، في عمق الامور أنّ هناك استنفاراً رئاسيًا، ويبدو انّ برّي لم يعد يحبذ عقد جلسة لانتخاب الرئيس شبيهة بالجلسات السابقة، بحيث يعلم جيداً في هذا الصدد، انّ لتحقيق الهدف المرجو لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، يجب انّ يحظى بإرتياحٍ سعودي عليه، بالتالي يعني تلقائياً الارتياح او الرضى الخليجي ككل، او ستبقى حينها الامور مكانك راوح دون نتيجة، لأنّ من ينتشل لبنان هي المملكة، من طعم مرارة النكبة الذي يعيشها اللبنانيون، والتي دفعوا ثمنها باهظاً نتيجة الانطواء عن العالم الخارجي والعربي، نتيجة صناعة بعض القوى السياسية، من خبث ونيّة تجاه تلك الدول.

وفي مقابل، الزلازل السياسيّة المحليّة التي لم تتوقف، يعمل المجتمع الدولي بالانابة عن تلك القوى المشلولة الارادة، للبحث عن شخصيّة ترضي الجميع لإيصالها الى سدّة الرئاسة، لا سيما الدول الخليجية منها في طليعتها قطر والمملكة العربيّة السعوديّة، بعد ما شاركتا في الاجتماع الخماسي الذي عقد في باريس قبيل ايام، حيث تتحدث معلومات عن توسيع مروحة المشاركة لإنضمام دول أُخرى، على انّ يكون الاجتماع الثاني متمثلاً بشخصيات رفيعة على مستوى وزراء الخارجيّة.