23-نوفمبر-2024

كتب عمر البردان في “اللواء”:

تتحضر الكنيسة المارونية للاجتماع المنتظر بين البطريرك بشارة الراعي والنواب المسيحيين، بعد التفويض الذي كلف به من قبل القمة الروحية المسيحية التي عقدت، أمس، في بكركي. على يكون الملف الرئاسي، بنداً أساسياً على طاولة البحث، بالنظر إلى تداعيات استمرار الشغور الخطيرة على الأوضاع الداخلية، وتحديداً ما يتصل بالوضع المسيحي. ولهذا فإن البطريرك الراعي الذي لم يعدم وسيلة للتنبيه من عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية، سيكون حازماً وحاسماً هذه المرة. وسيضع النواب المسيحيين أمام مسؤولياتهم، في ضرورة استعجال انتخاب الرئيس العتيد، وعدم الاستمرار في الاقتراع بالورقة البيضاء التي من شأنها إطالة أمد هذا الشغور القاتل.

واستناداً إلى معلومات “اللواء”، فإنه ينتظر أن يلبي الدعوة البطريركية جميع النواب المسيحيين، إلا الذين يريدون تغييب أنفسهم، في ظل التحضير لموقف متشدد يريد أن يطلقه البطريرك الراعي في الاجتماع المرتقب، سيما وأنه سيحمل كل نائب لا يسمي اسماً محدداً، مسؤولية بقاء موقع الرئاسة الأولى فارغاً، طالما استمر في الاقتراع بالورقة البيضاء. وهذا الأمر لا يمكن أن يبقى قائماً في جلسات الانتخاب المقبلة. ولا بد للنواب المسيحيين أن يكون لهم موقف واحد في ما يتعلق بأهمية انتخاب رئيس جديد للجمهورية كما ينص عليه الدستور. وليس عقد جلسات للحوار من أجل انتخاب الرئيس، وهذا ما لا ينص عليه الدستور. الأمر الذي يفرض على النواب الاقتراع للاسم الذي يعتقدون أن لديه المؤهلات للوصول إلى رئاسة الجمهورية.

وإذ تقول مصادر بكركي أن “الدعوات ستوجه إلى جميع النواب المسيحيين الذي يتحملون مسؤولية بقاء الموقع الأول في السلطة شاغراً، إذا لم يبادروا إلى القيام بواجبهم الوطني على هذا الصعيد. وهذا بالتأكيد سيدفع بقية النواب من الطوائف الأخرى إلى المشاركة بجدية في عملية الانتخاب”، مشددة على أن “لا مرشحاً محدداً للبطريركية المارونية، بل أن جل ما يهمها، هو أن يسارع النواب إلى انتخاب الرئيس إلى أي فريق انتمى. وبالتالي فإن مصلحة البلد والناس أن يكون هناك رئيس للجمهورية في الجلسة الانتخابية المقبلة. وهذه مسؤولية البرلمان اليوم، قبل الغد، بعد دخول الشغور شهره الرابع. وفي ظل مخاوف لدى الكنيسة من وجود مخطط جدي لتغيير هوية لبنان، وهو ما حذر منه البطريرك في أكثر من مناسبة”.

وإذ تشدد المصادر الكنسية، على أن “الخارج غير مهتم بلبنان في ظل الأوضاع المضطربة التي تعصف بالمنطقة، ما يحتم أن يبادر الفرقاء اللبنانيون إلى القيام بما هو مطلوب منهم على صعيد إنجاز الاستحقاق الرئاسي، من أجل توازن السلطات الدستورية”، فإن أوساطاً نيابية معارضة ترحب عبر “موقع اللواء” ب”أي دعوة بطريركية من أجل المصلحة العليا”، مؤكدة أن “الكرة في ملعب النواب المسيحيين وغير المسيحيين الذين يقترعون بورقة بيضاء، أو بأسماء يعرفون أن لا أمل لها مطلقاً بالوصول إلى قصر بعبدا. وهذا أمر من شأنه ألا يساعد مطلقاً على إجراء الانتخابات الرئاسية في وقت قريب، ما لم يحصل تغيير في الواقع الراهن الذي ينذر بمضاعفات خطيرة إذا لم يتم انتخاب رئيس يعيد التوازن إلى مؤسسات الدولة، ويفتح صفحة جديدة مع الأشقاء والأصدقاء”.

وتبدي الأوساط المعارضة شكوكاً، بإمكانية أن “يتجاوب تكتل “لبنان القوي” والنواب الذين يدورون في فلك “حزب الله” مع المساعي البطريركية، في ضرورة الإسراع في الانتخاب الرئاسي، طالما أن الحزب لم يقل كلمته بعد في هذا الموضوع. إذ يظهر أنه غير مستعجل على الانتخاب، باعتبار أنه لا يستطيع إيصاله مرشحه سليمان فرنجية إلى “بعبدا” . ولذلك فهو سيبقى يماطل ويعتمد سياسة التسويف، حتى ضمان فوز هذا المرشح إذا أمكنه ذلك، مع أن الأمور تبدو على درجة كبيرة من الصعوبة” .