23-نوفمبر-2024

توصل تقييم جديد للأمم المتحدة إلى أن الثقب الموجود في طبقة الأوزون، الذي كان في يوم من الأيام أكثر الأخطار البيئية التي تواجه البشرية، سيلتئم تماماً في معظم أنحاء العالم في غضون عقدين من الزمن بعد اتخاذ إجراءات حاسمة من قبل الحكومات للتخلص التدريجي من المواد المستنفدة للأوزون.

وجرى تقديم التقرير، الذي أعده فريق خبراء مدعوم من الأمم المتحدة، الاثنين، في الاجتماع السنوي 103 للجمعية الأميركية للأرصاد الجوية.

ويؤكد تقرير التقييم، الذي يُنشر كل أربع سنوات، الصادر عن فريق التقييم العلمي المدعوم من الأمم المتحدة لبروتوكول مونتريال للمواد المستنفدة للأوزون، أن التخلص التدريجي من نحو 99 في المائة من المواد المستنفدة المحظورة قد نجح في حماية طبقة الأوزون، مما أدى إلى انتعاشها بشكل ملحوظ في طبقة الستراتوسفير العليا، وانخفاض التعرض البشري للأشعة فوق البنفسجية الضارة المنبعثة من الشمس.

توقعات مُبشّرة

ويشير التقرير إلى أنه “إذا ظلت السياسات الحالية قائمة، فمن المتوقع أن تستعيد طبقة الأوزون عافيتها إلى ما كانت عليه عام 1980 (قبل ظهور ثقب الأوزون) بحلول عام 2066 تقريباً فوق المنطقة القطبية الجنوبية، وبحلول عام 2045 فوق المنطقة القطبية الشمالية، وبحلول عام 2040 لبقية العالم.

وكانت الاختلافات في حجم ثقب الأوزون في القارة القطبية الجنوبية، خاصة بين عامي 2019 و2021، مدفوعة إلى حد كبير بالظروف الجوية.

ومع ذلك، فثقب الأوزون في القارة القطبية الجنوبية يتحسن ببطء من حيث المساحة والعمق منذ عام 2000.

وقالت ميغ سيكي، الأمينة التنفيذية لأمانة الأوزون في برنامج الأمم المتحدة للبيئة: “إنه لأمر رائع أن تعافي الأوزون يسير على الطريق الصحيح، وفقا لأحدث تقرير يصدر كل أربع سنوات”، مشيرة إلى أن “التقييمات والاستعراضات التي يجريها فريق التقييم العلمي تساعد واضعي السياسات وصانعي القرارات”.

وأشارت الأمم المتحدة إلى أن التقرير الجديد يؤكد أهمية بروتوكول مونتريال للتخفيف من آثار تغير المناخ والأثر الإيجابي الذي أحدثته المعاهدة.

وبروتوكول مونتريال اتفاق عالمي لحماية طبقة الأوزون لكوكب الأرض عن طريق التخلص التدريجي من المواد الكيميائية التي تستنفدها. وقد دخل هذا الاتفاق التاريخي حيز التنفيذ عام 1989.

وثمة اتفاق إضافي لعام 2016، يعرف باسم تعديل كيغالي لبروتوكول مونتريال، يتطلب خفضا تدريجيا لإنتاج واستهلاك بعض مركبات الكربون الهيدروفلورية (HFCs).

ومركبات الكربون الهيدروفلورية لا تستنفد الأوزون بشكل مباشر، بل هي غازات قوية تُحدث تغيرا في المناخ. وقال فريق التقييم العلمي إن هذا التعديل يقدر أن يتم تفادي الاحترار بمقدار 0.3 0.5 درجة مئوية بحلول عام 2100 (وهذا لا يشمل المساهمات من انبعاثات المركب HFC-23).

ولأول مرة، درس فريق التقييم العلمي التأثيرات المحتملة على الأوزون نتيجة الإضافة المتعمدة للهباء الجوي إلى طبقة الستراتوسفير، المعروفة باسم حقن الهباء الجوي الستراتوسفيري (SAI).

واقتُرح حقن الهباء الجوي الستراتوسفيري (SAI) كطريقة محتملة للحد من الاحترار المناخي، عن طريق زيادة انعكاس ضوء الشمس.

ومع ذلك، يحذر الفريق من أن العواقب غير المقصودة لحقن الهباء الجوي الستراتوسفيري (SAI) “يمكن أن تؤثر أيضا على درجات حرارة الستراتوسفير، والدورة الستراتوسفيرية وإنتاج الأوزون ومعدلات تدميره ونقله”. (الحرّة)