كتبت سمر الخوري في “المركزية”:
يُطل العام 2023 على القطاع الاستشفائي والقلق يقض مضاجع القيمين عليه بفعل الانتكاسات التي تعرض لها طيلة المرحلة الماضية، حيث شهدنا استنزافا غير مسبوق شمل مختلف الصناديق الضامنة التي تشكل حجر أساس هذا القطاع.
في جردة شاملة لوضع القطاع الاستشفائي السنة الماضية، يؤكد نقيب المستشفيات الخاصة سليمان هارون لـ”المركزية” أن الوضع كان سيئا وانعكس على المواطنين، لافتا الى أن رفع الدعم عن المستلزمات الطبية والأدويّة كان العامل المؤثر على الفاتورة الاستشفائية والتي شهدت ارتفاعا كبيرا الى درجة لم يعد باستطاعة الجهات الضامنة تغطية الكلفة فوقع الحمل على المريض فباتت الارقام بالدولار أكبر من قدرته المادية.
ويشير هارون الى أن مصاريف المستشفيات ارتفعت بشكل كبير ان لناحية كلفة أجور الموظفين مع اعطائهم قسما من الرواتب بالدولار في اطار المحافظة على الطاقم التمريضي، كما ان بعض المستشفيات اضطر الى اقفال اقسام لديه نتيجة هجرة الأطباء والممرضين، وانعكس ذلك انخفاضا في نسبة الدخول الى المستشفيات لعدم قدرة المواطن دفع الفاتورة الاستشفائية او تغطية الفروقات مع الصناديق الضامنة .
ومع ارتفاع اسعار المحروقات بات المازوت عبءا كبيرا، على المستشفى التي تحتاج الى كميات كبيرة من المازوت وهذا العامل بحسب هارون ” قطع ظهر المستشفيات”، فلجأ بعضها الى الطاقة الشمسية كاجراء بديل وليس ثابتا لانه في أفضل الاحتمالات يمكن أن توفّر 30% من فاتورة الكهرباء.
العام 2022 بحسب هارون كان عام انتقال ملكية المستشفيات الى افراد جدد نتيجة الوضع الاقتصادي المتردي، ومنها على سبيل المثال مستشفى سان جورج عجلتون، والسان لويس في المعاملتين، والسان تيريز في الحدث، فيما تدخل مستشفى اوتيل ديو وضم عددا من المستشفيات المتعثرة اليه، كمستشفى تل شيحا وسان شارل والقرطباوي.
ورغم الانتكاسة التي تعرض لها القطاع عام 2022 الا أن هارون يرفض الاستسلام ويؤكد العمل مع مختلف الجهات الضامنة لتمرير العام 2023 بأقل الاضرار الممكنة، مشيرا الى أن القطاع الاستشفائي يعمل مع وزير الصحة، مدير عام الضمان الاجتماعي، الطبابة العسكرية، وتعاونية الموظفين لتقاسم الحمل.
واذ يستبعد هارون وجود أي خطط على المدى المتوسط أو البعيد نظرا لتغير الظروف وتبدلها بشكل يومي، يوضح من جهة أخرى أن دور القطاع الاستشفائي هو الاطفائي الذي يعمل على اطفاء ما أمكن في ظل وضع اقتصادي سيء فنحن يقول هارون: “جزء من المجتمع والاقتصاد والدولة ولسنا جزيرة منعزلة، نتقدم بتقدم هذه العوامل، ونتراجع بتراجعها”.
وعن الفريش دولار ودوره في تحسين الواقع الاستشفائي المرير، يؤكد هارون ان الدفع بالدولار الطازج إن من جيب المواطن مباشرة أو عبر شركات التأمين التي تستوفي بالدولار لم تحسّن من واقع المستشفيات، لأن عدد المقتدرين على تحمّل كلفة الطبابة بالدولار الى تقلّص، والدليل أنّ نسبة الاشغال في المستشفيات انخفضت الى حدود 40 % ما يدل على أنّ الناس لا يمكنها الدخول الى المستشفات وهذا مؤشر خطير جدا، ينعكس انخفاضا في قدرة المستشفيات على تغطيةخ نفقاتها.