كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
في ظلّ إنعدام لغة الحوار بين القوى السياسية كافة، وزيادة الإختلافات بين مكوّنات الفريق الواحد على مواصفات الرئيس المقبل، يُصبح التوافق اللبناني في مهب التطورات الاقليميّة والدوليّة، كما انّ آليات تشكيل السلطة محليّاً، مرة أخرى، ستبقى رهينة الخلافات المارونية – المارونية، والمزايدات الطائفية حول موقع رئاسة الجمهورية.
وفي وقت يتم الهاء الناس بقمة من هنا ومؤتمر من هناك، يبدو ان ثمة بحث جدّي لإنتخاب رئيس، على وقع المؤشرات الماليّة والإقتصاديّة التي تتجه نحو المزيد من الانهيارات، وقد يكون سعر صرف الدولار في السوق السوداء المعبر الأوضح عنها، اذ تخطى صباح اليوم الـ 46 الفاً للدولار الواحد، في مشهد اقل ما يُقال عنه بالدراماتيكي.
اذاً تحول لبنان من شريعة غاب، الى مسرحية درامية كُبرى، لا بل مأساوية، ما يدفع بالمواطنين الى حافة الاحباط والجنون واليأس، إنعكاساتها ستكون مدمرة كونها ستفتك بما تبقى من مفهوم دولة وكيانها وربما تجّر الى فوضى أمنيّة.
على أيّ حال، بات الكل يُدرك انّ القوى المحليّة عاجزة عن إعادة إنتاج السلطة وتكوينها، بالتالي يقتضي الامر تدخلاً خارجيّاً، لحسم شخصية الرئيس، الذي هو أقرب إلى فرضه من أنّ يكون محاولة توفيقية لإقناع الفرقاء به، وما بدا لافتاً امس، موقف باريس على لسان وزيرة الخارجية الفرنسية “كاترين كولونا”، التي دعت فيه القادة اللبنانيين الى “الاضطلاع بمسؤولياتهم في تسهيل الانتخاب السريع لرئيس جديد في لبنان وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات قادرة على تنفيذ الاصلاحات التي يحتاج اليها لبنان بشدة”.
وفي ضوء ذلك، هناك غياب تام للفريق المعارض الداعم للنائب ميشال معوّض، وايضاً جبهة قوى الثامن من آذار فهي ليست بأحسن حال، بحيث يرفض رئيس التيّار الوطني الحر جبران باسيل السير بترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، ما هددّ بقطع الجسور بينه وبين الحزب، بمعنى آخر انفصال باسيل عن حليفه الوحيد على الساحة اللبنانية.
وتحدثت معلومات لِوكالة “اخبار اليوم” على هذا الصعيد، انّ هناك حوارات ثنائية وثلاثيّة قائمة راهناً بشكلٍ جدّي، بين عين التينة وبكركي ومعراب والرابية، على اسم مرشح ثالث بديل عن اسمي معوّض وفرنجيّة، لا سيما جراء ازمة الصراع على المنصب، واستحالة وصول ايّ منهما الى الرئاسة.