في ما يتعلق بالارتفاع المطرد للدولار الأميركي على حساب الليرة اللبنانية والذي لامس الـ 44 ألفاً، أشار الخبير المالي والاقتصادي أنطوان فرح إلى أنه “بالاضافة الى السبب الرئيس الذي يتسبب باستمرار ارتفاع الدولار، أي أزمة الانهيار التي يعيشها لبنان منذ 3 سنوات ونيف وعدم التوصل الى اتفاق على خطة إنقاذ وعلى خطة لتوقيع الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، هناك اسباب اضافية ظرفية تساهم في هذه المرحلة بارتفاعات اضافية بسعر الصرف”.
وعدّد فرح، في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، أبرز هذه الأسباب بالقول: “أولا، لجوء مصرف لبنان قبل ثلاثة أشهر إلى تكبير الكتلة النقدية بجمع الدولارات من السوق، وقد استطاع جمع حوالي 700 مليون دولار يتم استخدام القسم الأكبر منها لشراء الدولارات وهذا يشكل ضغط إضافي على الليرة. ثانيا، زيادة رواتب القطاع العام، وهذه الزيادة أدت إلى سيولة إضافية وإلى طلب إضافي على الدولار في السوق. والسبب الثالث يرتبط بالفارق الكبير في أسعار السوق الحرة ومنصة صيرفة، وبالتالي هناك حشد كبير من الناس يلجأ إلى محاولة شراء دولار عبر صيرفة وهذا الأمر يشكل ضغطا على الليرة. والسبب الرابع، ربما أن بعض الدولارات يتم تهريبها الى الخارج، إما بوضعها في حسابات خارجية وإما تهريبها إلى سوريا التي يبدو انها تحتاج الى دولارات وتحاول أن تلجأ الى السوق اللبناني لجمعها”.
ورغم أن هناك فترة أعياد يحصل فيها ضخ كبير للدولار من قبل المغتربين والسياح الذين قدموا إلى لبنان، إلا أنه من الواضح أن ذلك ليس كافياً لوقف الارتفاع الطلب الشديد على الدولار، هذا إضافة إلى الارتفاع غير المبرر في أسعار السلع على اختلافها، لدرجة تخطّت في بعض الحالات أضعاف الأسعار التي كانت قبل الازمة، وهذا كله يطرح السؤال الأساسي: إلى متى بعد بإمكان اللبنانيين الصمود؟