23-نوفمبر-2024

يحل عيد الاستقلال اليوم كئيباً، وفقاً للوصف الذي طرحه رئيس مجلس النواب نبيه بري بصيغة سؤاله، “الاستقلال بدأ قبل 79 عامًا من الآن برئاسة وحكومة… أين نحن اليوم؟”، وتغيب الاحتفالات والعروض العسكرية، ويحلّ مكانها أمر اليوم الذي صدر عن قائد الجيش العماد جوزف عون، وركز فيه على التزام المؤسسة العسكرية بمنع العبث بالأمن، وإشارته الواضحة أنه “مع دخولِ البلادِ مرحلةَ الشغورِ الرئاسيّ وارتفاعِ سقفِ التجاذباتِ السياسية، يبقى حِفظُ الأمنِ والاستقرارِ على رأسِ أولويّاتنا. لن نسمحَ بأيِّ مسٍّ بالسلمِ الأهليّ ولا بزعزعةِ الوضعِ لأيّ أهداف”.
وبحسب جريدة” الاخبار”تتجه البلاد، فضلاً عن انغماسها بأجواء «المونديال»، إلى دخول مبكر في مرحلة عطلة الأعياد، على أن تستأنف المشاورات السياسية والرئاسية مطلع السنة المقبلة، في ضوء الاتصالات الدولية والإقليمية، وتحديداً على خط باريس – الرياض. ومع أن العام سيقفل في الشكل على اشتداد الصراع بين القوى السياسية، خصوصاً بعد تسريبات لرئيس تكتل ««لبنان القوي» جبران باسيل من باريس تناولت رئيس مجلس النواب نبيه بري، إلا أن مصادر مطلعة تحدثت عن «مناخات إيجابية» تولدت عن محادثات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان في بانكوك، على هامش قمة بلدان آسيا وجزر المحيط الهادئ، حيث تمّ التطرق إلى الملف اللبناني وفقَ ما كشف قصر الإليزيه قبلَ يومين.
وقالت المصادر إنه «على عكس ما هو ظاهر فإن الاهتمام الدولي – الإقليمي بالملف اللبناني ناشط»، مشيرة إلى أن «الفرنسيين سيقومون بجولة جديدة مع القوى السياسية قبل اجتماع ماكرون المقبل مع الرئيس الأميركي جو بايدن وسط معطيات تفيد بأن لبنان سيكون بنداً رئيسياً في الاجتماع». علماً أن هذا المناخ الإيجابي لم يحجِب مخاوف من تأثير توتر العلاقات الفرنسية – الإيرانية أخيراً على المشاورات بشأن لبنان، خصوصاً أن فرنسا كانت تلعب دور الوسيط خصوصاً مع حزب الله بالنيابة عن الأميركيين والسعوديين. إذ إن موقف فرنسا من الاحتجاجات في إيران «قد يكون عاملاً سلبياً في الفترة المقبلة».
وبينما لم تنته بعد البلبلة التي أثارها التسجيل الصوتي المسرب لباسيل والذي أشعل سجالاً حاداً مع بري و«تيار المردة»، تجمّد الحراك الداخلي في لبنان لكن جولات المساعي مع الخارج لم تقفل بالكامل.
وتكشف معلومات أن الوزير السابق سليمان فرنجية، وهو المرشح الضمني لحزب الله، «فتح قناة اتصال مع المملكة العربية السعودية عبرَ أحد رجال الأعمال»، وذلك بعد الإشارة الإيجابية التي تلقاها فرنجية بداية من السفير السعودي في بيروت وليد البخاري بدعوته إلى ««منتدى الطائف» الذي انعقد في الأونيسكو قبلَ أسبوعين. مع ذلك فإن النقطة الأساسية التي خلصت إليها مصادر متابعة كانت في التأكيد على أن «المشاورات الجدّية في ما يتعلق بالملف الرئاسي لم تبدأ بعد، وأن كل ما يجري ومن ضمنه جلسات الانتخاب التي يدعو إليها بري هي وقت مستقطع، فالمسعى الفرنسي لم يتبلور بعد وليس كافياً للدفع في اتجاه تسوية أو تنازلات من قبل أي من الأفرقاء».