23-نوفمبر-2024

كتبت صونيا رزق في” الديار”: قالها البطريرك الماروني بشارة الراعي يوم امس في عظة الاحد، وبالفم الملآن لإفهام البعض ما قصده حين طالب برئيس توافقي، أي ان يكون قادراً على وقف النزاعات وشدّ أواصر الوحدة الداخلية، وان يكون صاحب خيارات سيادية لا يساوم عليها أمام الأقوياء ولا أمام الضعفاء لا في الداخل ولا في الخارج، وان يظل فوق الانتماءات الفئوية والحزبية، ولا رئيس تحد يفرضه فريقه على الآخرين تحت ستار التسويات والمساومات، أو يأتون ببديل يتبع سياسة الأصيل نفسها، فيتلاعبون به ويسيطرون على صلاحياته ومواقفه ويخرجونه عن ثوابت لبنان التاريخية ويدفعونه الى رمي البلد في لهيب المحاور.

ويقول مصدر معارض: “لأول مرة اشعر انّ البطريرك مستاء بقوة ولهذه الدرجة، اذ لا احد يسمع صرخاته ومطالباته المستمرة بالاسراع في إنتخاب رئيس للجمهورية، لانّ الظروف لا تحتمل بالتزامن مع المواقف الدولية، التي تحذر يومياً من ضياع لبنان وغيابه عن الخارطة، حتى انّ البعض حذر من انهيار مؤسسات لبنان نهائياً خلال عام، وهذا يعني انه لم يعد لدينا ترف الوقت، فيما النواب يماطلون وخصوصاً مَن أطلقوا على أنفسهم تسمية “نواب التغيير”، فيما هم بعيدون كل البعد عن هذا المسار، لانهم ساهموا في المزيد من الانشقاقات داخل المعارضة، ولا احد يعرف نياتهم الحقيقة سوى انهم يتخبطون، من دون ان يعرفوا حقيقة اسباب ذلك التخبط بسبب تشتتهم المستمر”.
ونقل عن بكركي خوفها الكبير على لبنان في هذه المرحلة بالذات، خصوصاً بعد تلقيها معلومات بأنّ الوضع لا يطمئن، وبأنّ الموقع المسيحي الاول بخطر في حال لم تتفق المراجع والاحزاب المسيحية وتوحّد كلمتها الان، وفي كل القضايا المصيرية الهامة، مشدّداً على ضرورة ان تقف كلها ومن دون إستثناء الى جانب بكركي، لا ان تكتفي بإصدار البيانات والكلام المعسول الفضفاض، لانّ كل هذا لا يفيد، خصوصاً من ناحية الاتفاق على اسم الرئيس المرتقب، وعدم ترك هذه المهمة لأفرقاء آخرين.