22-نوفمبر-2024

في السادس من نيسان/أبريل عام 1975، زار النجم البرازيلي إدسون أرانتيس دو ناسيمنتو، الملقّب بـ”بيليه”، لبنان، بهدف خوض مباراةٍ وديّةٍ بقميص النجمة، بمواجهة فريق جامعات فرنسا، على ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية في بيروت. كان ذلك قبل أسبوعٍ واحدٍ على اندلاع الحرب الأهلية في لبنان. الزيارةُ أساساً، كان فيها شيءٌ من رسالة السلام، لكن الحرب قامت عموماً. 

مُرتدياً بذلة حمراء، خرج بيليه من الطائرة التي حطّت في مطار بيروت الدولي. رفع شارة السلام والتقط صوراً تذكاريةً مع من رافقه. الرحلة كانت قصيرة، والحراسة الأمنية للنجم البرازيلي كانت كبيرة. لم يكن الحضور في ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية مُقتصراً على اللبنانيين. مئات السوريين زحفوا من بلدهم إلى لبنان لمشاهدة “الملك”. بيليه سيلعب للنجمة، و”النبيذي” سيفوز على فريق جامعات فرنسا بهدفين دون رد.

بسرعةٍ ضجّ الملعب بالجمهور. رئيس الحكومة آنذاك رشيد الصلح ورئيس مجلس النواب كامل الأسعد كانا من بين الحاضرين. 

بيليه، الذي كان قد ذاع صيته مع سانتوس والمنتخب البرازيلي، وانتقل في عام 1975 إلى نيويورك كوسموس، لعب إلى جانب مجموعةٍ من النجوم اللبنانيين، وقد جاءت التشكيلة الأساسية للنجمة على الشكل التالي:
بيليه في حراسة المرمى، واللاعبون مروان النيغرو، حبيب كمونة، نهاد كندا، كاظم عليق، محمد حاطوم، محمود شاتيلا، أحمد شاتيلا، حسن شاتيلا، يوسف الغول وجمال الخطيب. 
أما البدلاء الذين شاركوا في المباراة فهم: زين الهاشم، مصباح الريماتي، ابراهيم الفقيه، حافظ جلول ومحمد علي ياسين. 

دخل بيليه وسط تصفيق الجماهير مرتدياً قميص النجمة، وخلفه مجموعة كبيرة من المصورين، ومن بينهم من حمل علم البرازيل. عانق رئيس نادي النجمة التاريخي عمر غندور، الذ كان قدّم بيليه في مؤتمرٍ صحافي قبل انطلاق المباراة. 

أطلق الحكم سبع فلاح صافرته الأولى، وبدأ اللقاء التاريخي. لم ينتظر بيليه طويلاً ليترك مركز حراسة المرمى. الجمهور أراد أن يُشاهد “الجوهرة السمراء” يلعب الكرة. انتقل بيليه إلى خط الهجوم ودخل الحارس زين هاشم إلى أرض الملعب. 

قبل بداية الشوط الثاني خرج بيليه ليجلس في منصة الشرف حيث رئيسي الحكومة ومجلس النواب. وبعد 18 دقيقة، افتتح يوسف الغول التسجيل للنجمة، قبل أن يُضيف أحمد شاتيلا الهدف الثاني في الدقيقة 81. حينها غادر بيليه الملعب، خوفاً من ألّاً يتمكّن من الخروج بسبب الحضور الجماهيري الكبير في محيط مدينة كميل شمعون الرياضية.

مباراةٌ تاريخيةٌ لا تُنسى بالنسبة إلى نادي النجمة وكرة القدم اللبنانية. صورة بيليه على جدار ملعب النجمة في المنارة بقيت لوقتٍ طويل، حتّى بعد الانفجار الذي استهدف النائب وليد عيدو عام 2007، وراح ضحيّته لاعبين من النجمة، هما حسين نعيم وحسين دقماق، بقيت صورة الملك حاضرة.