28-مارس-2024

كتبت يولا هاشم في “المركزية”:

أمل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم أن “تتم الانتخابات الرئاسية ضمن المهلة الدستورية المحددة بحيث يتسنى لي تسليم الرئيس الجديد في بداية ولايته في الأول من تشرين الثاني المقبل”، معتبرا ان “انتخاب الرئيس الجديد من مسؤولية النواب الذين عليهم ان يحددوا خياراتهم على هذا الصعيد” واشار. الى ان “الاتصالات جارية لتشكيل حكومة جديدة بعد تذليل العقبات التي حالت حتى الان دون ولادتها”. إلا أن أصابع الاتهام تتجه الى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بعرقلة تشكيل الحكومة بسبب مطالبه وشروطه. فما هو ردّ “التيار” على هذه الاتهامات؟

مصادر التيار تؤكد لـ”المركزية” ان التيار سعى منذ اليوم الأول لتشكيل الحكومة، من منطلق شعوره بأن كل دقيقة وكل ثانية يمكن الاستفادة منها للقيام بخطوة إصلاحية، خاصة وان البلد يرزح تحت وضع اقتصادي كارثي. يومها كان واضحا من التشكيلة التي قدمها الرئيس نجيب ميقاتي والطريقة التي أُديرت بها الأمور ان تشكيل الحكومة أمر مستبعد. لكن اليوم، تبين ان هناك متغيرات ومساعي جدية وجهودا لإنجاز هذا الملف، نتمنى أن تصل الى خواتيمها السعيدة وتتوج بحكومة”.

وعن اتهام باسيل بالعرقلة، تجيب المصادر: “من سيتهمون غيره؟ ذلك منذ العام 2008 واتفاق الدوحة حتى اليوم، وعند كل تشكيل حكومة. ومنذ انطلاق “موضة” الحكومات التكنوقراط في السنوات الثلاث الأخيرة، هل هناك غير “التيار” سمّى وزراء وسطيين، وجزء منهم انقلب عليه؟ فلنسم شخصا واحدا من فريق آخر، بدءا من الطاشناق الذي هو الأقرب الى التيار، مرورا بحزب الله وحركة امل وصولا الى الديمقراطي اللبناني والمردة او حتى السنّة الذين كان يسميهم رئيس الحكومة، هل هناك غيرنا التزم بهذا الموضوع؟ عندما يحصل الآخرون على كل مطالبهم، لماذا يريدون معاملة التيار كفريق سياسي متهم ودرجة ثانية؟ بالطبع لن يقبل التيار بذلك”.

وتشير المصادر الى ان منذ اسبوع طالعتنا الصحف بأن رئيس المجلس النيابي نبيه بري سيستبدل وزير المالية يوسف خليل بالنائب السابق ياسين جابر، المقرب جدا من الرئيس بري وفي صلب تفجير خطة رئيس الحكومة السابق حسان دياب وشارك في السنوات العشرين الماضية في كل الموازنات، لكننا لم نسمع اي اعتراض. لذلك من الطبيعي ان يتهموا بعدها باسيل لأنه يرفض مبدأ عدم معاملته بالمثل. فلماذا هم يختارون وزراءهم في حين أنهم يريدون اختيار وزراء التيار؟ أبعد من ذلك يريدون ان يقاسموا رئيس الجمهورية حصته من الوزراء، ولأنهم لا يستطيعون مهاجمة الرئيس يهاجمون باسيل. لماذا هذا الغبن. الوزراء الذين تتم تسميتهم من الفرقاء الآخرين يعلنون ولاءهم لزعمائهم دون خجل حتى أنهم يجاهرون بأنهم سيحضرون الجلسة او سيقاطعونها”.

وتعرب المصادر عن تخوفها من الشغور الرئاسي، خاصة مع المجلس النيابي بصيغته الحالية، حيث لا أحد يتحدث بطريقة جدية، وهمّ البعض منهم تحسين نقاطهم من أجل التفاوض، والجميع يعمل من أجل التعطيل وليس من أجل أي هدف آخر.

هل التيار بوارد تسمية الوزير سليمان فرنجية للرئاسة إذا دعمه حزب الله، تقول المصادر: عندما أعلن حزب الله دعمه للرئيس عون، أعلنها عام 2014 بالفم الملآن واستمر حتى النهاية بدعمه. لم يتحدث أحد معنا بهذا الخصوص كما ان باسيل قال علانية ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله “لا يمون علي بهذا الموضوع”. إنما لإنجاز هذا الملف المطلوب ان يتحاور الافرقاء معا للوصول الى الرئيس التوافقي الذي يتحدثون عنه.

وهل يعتبر “التيار” ملف الترسيم انجازا للعهد، تقول المصادر: بالطبع. لكن يمكن لأي كان ان يخل بالاتفاق، وهناك محاولات لذلك كما ان البعض يريد تأخيره الى ما بعد عهد الرئيس عون، ولكن برأيي ما كُتب قد كُتب إلا إذا حصل أي أمر من الجانب الاسرائيلي او اي طرف خارجي. أما من الجانب اللبناني فالوضع جيد، الواضح ان لبنان حصل على ما طالب به. البعض يحطم ويكسّر، لكن من يعرف بتفاصيل الامور والكواليس يعرف ان هذا انجاز للعهد. واذا كان احد يريد جر المنطقة الى صراع وصدام فهذا امر مختلف.