29-مارس-2024

لم يعد أحد من المتابعين السياسيين لمسار تشكيل الحكومة يأمل حصول اي مفاجأة ايجابية تؤدي الى تأليف سريع، لا بل ان المدى المتوسط قد لا يحمل اي ظهور للدخان الابيض لان الافق مغلق الى حد كبير.

في بعبدا بدأ رئيس الجمهورية ميشال عون، ما قيل انه ردة فعل على ما يعتبره خذلان الحريري، اذ عمد الى التواصل مع سفراء معنيين بالساحة اللبنانية اهمهم السفير السعودي والسفيرة الفرنسية، اضافة الى سلسلة اتصالات مع قوى سياسية محلية.

وفق مصادر مطلعة فان عون يحاول، وان بطريقة غير مباشرة، رمي الحجة على الدولتين الفاعلتين متجنبا الذهاب الى خيارات قد تكون بالغة الخطورة في الساحة اللبنانية، اي انه يحاول معرفة امكانية تجاوب هذه الدول معه قبل التصعيد الذي لا عودة عنه.

في الواقع، يستعجل عون، وبحسب المصادر ذاتها، الذهاب الى الخيار الذي طرحه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، اي البحث عن مخارج دستورية لاستبدال الحريري او لالزامه بالتشكيل.

وتقول المصادر ان هكذا خيار يعني، وبشكل لا يقبل الشك، ضرب احد اهم اعمدة اتفاق الطائف الدستورية، وهذا ما يتمناه عون منذ سنوات، اذ ان تفريغ سلطات رئيس الحكومة قد يشكل اهم خطوة لتجاوز النظام اللبناني الحالي.

وتعتبر المصادر ان الوصول الى هذا الطرح، وان بمقدمات وحجج دستورية سيؤدي حتما الى اشتباكات سياسية واسعة في لبنان، لا بل الى توتير اهلي بين الناس نظرا لحساسية الامر وضعف قدرة الدولة حاليا على ضبط اي انفلات في الشارع.

وتشير المصادر الى ان مثل هذا الخيار يعني حتما خيار المواجهة السياسية الكاملة، لذلك يطرح السؤال هل يمكن لعون انجاز مثل هذا الامر؟

تلفت المصادر الى ان اي خطوة يهدف عون من خلالها الى فتح نقاش دستوري عميق لعزل رئيس الحكومة المكلف، هي في الواقع “جعجعة” من دون طحين، اذ انه وبالرغم من وقوف “حزب الله” الى جانبه في هذه المعركة، وهذا يشكل فارقا جذرا في طريقة تعاطي الحزب مع النظام اللبناني، لكنه لن يستطيع تأمين اكثرية نيابية قادرة على تغيير الوقائع.

وترى المصادر ان “لبنان القوي” و”الوفاء للمقاومة” اقلية في مجلس النواب، في حين ان استدارة رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط لا يمكن ان تصل الى معارضته اتفاق الطائف، لذا يبدو ان عون سيهرب من ازمة الى ازمة اكثر عمقاً، علّ هذا الامر يحسن من شروطه التفاوضية…

المصدر: لبنان 24