22-نوفمبر-2024

تدحرجت الأحداث في مخيم عين الحلوة بنحو مريب، لتتخذ منحى دراماتيكياً يفتح الباب على كثير من الاسئلة المشروعة حول الأبعاد والاستهدافات.

شرارة الفصل الجديد من المواجهات العبثية في عين الحلوة أطلقها قبل أيام اغتيال شخص محسوب على الإسلاميين يدعى عبد فرهود، وتبع ذلك لاحقاً المكمن الذي تعرّض له القيادي في حركة “فتح” العميد أبو أشرف العرموشي وأربعة من مرافقيه، ما أدّى إلى مقتلهم جميعاً وبالتالي اندلاع جولة إضافية من الاشتباكات الدامية.
وعلمت صحيفة “الجمهورية”، انّ اجتماعاً سيُعقد عند الثانية بعد ظهر اليوم لـ”هيئة العمل المشترك” في مقرّ السفارة الفلسطينية في بيروت وبرعاية السفير، لمناقشة سبل تثبيت التهدئة وتشكيل لجنة تحقيق في مقتل العرموشي ومرافقيه، على أن تتولّى هذه اللجنة تحديد المسؤوليات وتسليم القتلة الى السلطة اللبنانية.

واكّدت مصادر فلسطينية واسعة الاطلاع لـ”الجمهورية”، انّ عمليات الاغتيال والاغتيال المضاد التي حصلت اخيراً في عين الحلوة، تحرّض على طرح علامات استفهام في شأن ظروفها وتوقيتها، مشدّدة على انّ قتل العرموشي ومرافقيه ليس استهدافاً لحركة “فتح” فقط بل لجميع الفصائل الفلسطينية.

ولفتت إلى أنّ هناك حرصاً لدى كل الفصائل على إنهاء المواجهة المستجدة سريعاً، بغية منع تفاقمها وحصر أضرارها على كل المستويات، معتبرة انّ ما جرى مسيء لجميع القوى الفلسطينية “إذ من غير الجائز ولا اللائق ان يحصل هذا التقاتل الداخلي في عين الحلوة بينما الفلسطينيون يخوضون كل أشكال المقاومة ضدّ الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، وفيما الأمناء العامون للفصائل يجتمعون في مصر سعياً الى إنهاء الانقسامات وتعزيز الوحدة الفلسطينية”.

وكشفت انّ “جهات لبنانية وأخرى خارجية صديقة، نبّهتنا الى مخاطر الإنفلات الأمني في عين الحلوة والى احتمال استغلاله لتنفيذ أجندات مريبة وموجّهة ضدّ لبنان واللاجئين الفلسطينيين، وللضغط في اتجاه فرض وقائع معيّنة”.

واعتبرت المصادر انّه “حتى لو لم تكن بدايات هذه الجولة من الاقتتال مخطّطاً لها بالكامل، الّا انّ الأكيد هو انّ هناك من سيحاول استثمارها لخدمة مصالحه على حساب الدولة اللبنانية والمخيمات الفلسطينية، ولذلك المطلوب عدم التأخّر بتاتاً في تجفيف ينابيع التوتر والفتنة، تفادياً للوقوع في الأفخاخ المنصوبة”.