19-أبريل-2024

أظهرت نتائج دراسة جديدة أن سياسات التكيف مع أنظمة تغذية الماشية والأسماك يمكن أن تحافظ على الإنتاج مع توفير المزيد من الغذاء للناس. في الوقت الحالي، يُستخدم ما يقرب من ثلث إنتاج محاصيل الحبوب كأعلاف للحيوانات، وقرابة ربع الأسماك التي تُصطاد لا تُستخدم لإطعام الناس.

وفقاً لنتائج الدراسة التي أعدها باحثون من جامعة آلتو في فنلندا، ونشرت يوم 19 سبتمبر/ أيلول الحالي في دورية Nature Food، فإن إدخال تعديلات بسيطة نسبياً على أنظمة غذاء الحيوان من شأنه زيادة الإمدادات الغذائية العالمية بشكل كبير، ما يوفر السعرات الحرارية لما يصل إلى 13% أكثر من الناس، من دون الحاجة إلى أي زيادة في استخدام الموارد الطبيعية أو تغييرات غذائية كبيرة.

وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة، فيلما ساندستروم، إن الاستخدام الأكثر كفاءة للمنتجات الثانوية والمخلفات في النظام الغذائي يمكن أن يؤدي إلى تقليل المنافسة على الأعلاف، وزيادة الإمدادات الغذائية العالمية، من دون زيادة استخدام الموارد الطبيعية القيمة. وأوضحت ساندستروم، في تصريح لـ”العربي الجديد”، أن النظم الغذائية الحالية تواجه تحديات ملحة لإطعام السكان الذين يتزايد عددهم مع تقليل التأثيرات على البيئة في الوقت نفسه. وأضافت: “تُظهر دراستنا طريقة واحدة لزيادة دورة نظام الغذاء، ما يسمح بتوجيه جزء من مواد العلف الغذائية للاستخدام البشري للتخفيف من المجاعة”.

يتوقع أن يؤدي هذا التغيير في النظم الغذائية الحيوانية إلى توفير الغذاء للاستخدام البشري، لكنه يجب أن يقترن بتدابير أخرى، مثل حدوث تغييرات في النظام الغذائي البشري، وتقليل الفاقد والخسائر في سلاسل الإمداد الغذائي لمكافحة المجاعة وزيادة استدامة النظام الغذائي.

شرحت ساندستروم المنهجية التي اعتمدتها الدراسة قائلة: “لقد جمعنا بيانات عالمية عن استخدام الأعلاف في كل من أنظمة الثروة الحيوانية وتربية الأحياء المائية، كما قدرنا الإنتاج المحتمل للمنتجات الثانوية للنظام الغذائي. بهذه الطريقة، تمكنا من فهم مقدار المنتجات الثانوية والمخلفات الغذائية المستخدمة بالفعل، والتي كانت الخطوة الأولى لتحديد الإمكانات غير المستغلة، لتقدير كمية الأعلاف الصالحة للأكل التي يمكن استبدالها بالمنتجات الثانوية للنظام الغذائي”. أضافت: “راجعنا أيضاً الدراسات الحالية حول تجارب الأعلاف على أنواع حيوانية مختلفة، وأخذنا في الاعتبار أيضاً مقدار الإنتاج المحتمل للمنتجات الثانوية المتاح حالياَ، أي ليس في استخدام العلف الحالي”.

ولفتت إلى أن أحد التحديات الحالية يتمثل في صعوبة جعل إنتاج المنتجات الثانوية (على سبيل المثال: إنتاج المحاصيل أو الأسماك أو معالجة الحيوانات)، والاستخدام (منتجو الثروة الحيوانية وتربية الأحياء المائية)، يلتقون بعضهم مع بعض. لذلك، ستكون هناك حاجة إلى إدارة أفضل لموارد الأعلاف من أجل تلبية العرض والطلب. أما التحدي الآخر الذي أشارت إليه الباحثة، فهو قضايا الجودة المتعلقة بالمنتجات الثانوية، إذ يمكن أن يكون بعضها ذا جودة غذائية منخفضة، ويمكن أن يحتوي على مركبات مضادة للتغذية أو كميات عالية من الألياف التي يمكن أن تؤثر على إنتاجية الحيوانات أو المحتوى الغذائي (تكوين الأحماض الدهنية على سبيل المثال) للسلع المنتجة.

ورأت أن إمكانية أن تكون معالجة هذه المنتجات من خلال التخمير أو غيرها من العلاجات الكيميائية أو الإضافات خياراً قابلاً للتطبيق لتحسين جودتها الغذائية. لذا، فإن تقديم حوافز لصناعات الأعلاف يمكن أن يساعدهم على تطوير وابتكار حلول لزيادة استخدام المواد غير المستخدمة كعلف، كما أبرزت الدراسة.

ومع ذلك، فإن معالجة المحاصيل والمنتجات الثانوية الحيوانية على وجه الخصوص ذات جودة غذائية قيمة، ويمكن أن تحل محل استخدام الأعلاف الغذائية مع الحفاظ على الإنتاجية خاصة في تغذية الماشية، إذ من الممكن صياغة نظام غذائي يعتمد بالكامل على الأعلاف غير المنافسة للغذاء. لكن ساندستروم أشارت إلى ضرورة توعية المستهلكين، إذ يمكن لتفضيلات المستهلك، مثل الجوانب الثقافية والذوق، أن تعيق هذه التحول إذا لم يرغب الناس في تناول المواد الغذائية المعدلة.