20-أبريل-2024

من المدهش أن النوم يمثل ربع إلى ثلث حياة الإنسان ومازال لا يُعرف سوى القليل عن كيفية شعور أجسامنا وأدمغتنا بالحاجة إلى النوم، وكذلك كيف يمكن ضبط وتفريغ تلك الحاجة تلقائيًا حتى يتمكن البشر من العمل يومًا بعد يوم، وفقا لما ورد في تقرير نشره موقع “Psychology Today”.

تعد الساعة اليومية أو الساعة البيولوجية هي نقطة الارتكاز في حل مشاكل النوم، وهي عبارة عن مجموعة من الخلايا التي تتكون منها النواة فوق التصالبية SCN، التي تقبع في منطقة ما تحت المهاد في الدماغ، والتي تتأرجح وفقًا لجدول زمني يزامن حياتنا، وجميع أشكال الحياة الأخرى على الكوكب، مع أنماط الطاقة الشمسية خفيفة. يولد كل إنسان بهذه الآلية الأساسية للتنبؤ، والتي تكون مدمجة في الدماغ ويتم تكرارها في كل خلية.

وتتراكم الأدلة على أن انتهاك الساعة اليومية يقوض الصحة النفسية والتمثيل الغذائي ويمهد الطريق لحالات التنكس العصبي. أصبح عدم تزامن الإيقاعات البيولوجية في العصر الحالي نتيجة للتعرض الخاطئ أو شبه المستمر للضوء، بما يؤدي لمشاكل في أنشطة معالجة وتعافي الأبدان واستجابة الغدد الصماء والنشاط المضاد للأكسدة.

مُثبِّت الضوء الأزرق
في حين أن اختراع الضوء الكهربائي بدأ يطمس الحد الفاصل بين الليل والنهار منذ أكثر من قرن مضى، لكن أدى الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الرقمية لإرباك حياة البشر بشكل تام. تبين أن الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الرقمية هو أقوى قوة لضبط وإزعاج الساعة اليومية. وكما يساعد التعرض للضوء الأزرق صباحًا في تنشيط الأبدان وتحسين الحالة المزاجية، فقد أظهرت الدراسات، أن أقل كميات منبعثة من الضوء الأزرق، تُثبط إنتاج الميلاتونين، وهو الهرمون المرتبط بالساعة البيولوجية الذي يبشر بحلول الليل البيولوجي، والذي يتراكم عندما يقل الضوء بما يعزز النعاس والرغبة في النوم.

ولهذا، فإن تدهور الصحة النفسية للشباب والأصحاء لا يقتصر على محتوى وسائل التواصل الاجتماعي فحسب، بل يكون توقيت التعرض للأجهزة التي ينبعث منها الضوء الأزرق، أحد الأسباب الرئيسية أيضًا.
المصدر: العربية