29-مارس-2024

لا يتناسب طابع الاسترخاء في إيجاد الحلول مع حدة الازمات التي تهدد مصير الكيان اللبناني ، فنهج التعطيل منح التيار الوطني الحر بزعامة ميشال عون مكاسب متراكمة لكنه لا ينفع في الحكم بل يلحق الاضرار الجسيمة بعهد الرئيس عون وحلفائه.

لعل الرئيس نبيه بري اكثر المدركين بخبايا جنة السلطة وخبايا اللعبة السياسية و بنفس القدر يعي تماما علل النظام وعطبه ما يحتم تغيير الذهنية المستحكمة بالطبقة الحالية والا ستصبح “عرضة للسحق في الشوارع تحت أقدام الجائعين”، لذلك يشدد في المرحلة الأخيرة على وجوب الرضوخ لمتطلبات المرحلة و مقتضيات الظرف الراهن.

من هنا، تنبعث اجواء عن حتمية تشكيل الحكومة قبيل عطلة عيد الفطر كون لبنان لم يعد يحتمل ، والموضوع لا يتعلق بتواضع سلطة ادمنت الإنكار واتباع سلوك الطغاة بقدر ما هو مرتبط بحجم المصيبة التي تحتم على الجميع الرضوخ للأمر الواقع.
هذه الاجواء يحاول فريق عون معاكستها وفق منطق تبديل الأولويات، من هنا التلميح بعدم الاستعجال في تشكيل الحكومة مقابل اخضاع الطبقة السياسية لمقصلة التدقيق الجنائي ، أو استحضار ملف الحدود البحرية كونها قضية مصيرية تتعلق بالثروة النفطية و الغاز بصفتها خشبة الخلاص لانتشال لبنان من قعر الهاوية.

يفيد متابعون لحركة الاتصالات الجارية بعدم قدرة الخارج انتظار الدلع السياسي، وقد أشهر الطرف الفرنسي سيف العقوبات بوجه المعرقلين تشكيل الحكومة بعد الإنكفاء الخليجي و العقاب الأميركي الشامل، ما ينزع من ايدي الأطراف الداخلية هامش المنورة كما يضع كل القوى أمام الضغط بما في ذلك حزب الله.

يتابع هؤلاء ، بأن السبيل المتاح أمام أركان السلطة يبدأ بالاعتراف بالمتغيرات العميقة بنهج الحكم والرضوخ دون تعنت طالما ان ودائع الناس في البنوك و جنى أعمارهم ابتلعها وحش الفساد، ولسان حال العديد من المسؤولين في الخارج يكمن بالطلب إلي المسؤولين المبادرة إلى الحلول كي يبقى بلد يحكموه بعيدا عن الشعارات البالية التي تتحدث عن وحدة المعايير واستعادة الحقوق فيما لبنان بات أشلاء وطن على شفير الإفلاس.

لبنان 24