جاء في “الأنباء” الكويتيّة:
من قصص الحرب اللبنانية جانب لم يسلط الضوء عليه كثيرا، يتعلق بتعاطي الأفراد مع الحرب وحملهم السلاح، من دون انخراطهم في “الميليشيات”.
حمل أفراد في مناطق لبنانية متعددة السلاح الخفيف، وغالبيتهم أخرج البنادق المخبأة والموروثة عن الوالد والجد، من حقبات لبنانية لم يغب عنها التوتر.
وقد أقبل البعض على شراء السلاح الخفيف من بنادق ومسدسات، ليقف مع جيرانه في الأحياء لتوفير الحماية من «عدو» بقي مجهولا.
وكذلك حماية الشواطئ على طول الساحل اللبناني، مهام عهد بها بداية الى متطوعين من أبناء السواحل من مختلف الأعمار، حملوا الأسلحة الخفيفة وسهروا على ضوء القمر أو النور من «بوابير الكاز». ومنهم من حمل بنادق السمينوف الروسية والمعدلة الإنكليزية والماوزر الالمانية بعدما اشتراها من تجار أسلحة لهم باع في تخزين السلاح الخفيف.
بـ 50 ليرة لبنانية الى 200 ليرة، كان يمكن اقتناء بنادق مع جعب ممتلئة بطلقات الرصاص. أسلحة لم تستعمل، لكنها حلت محل «السلاح الأبيض»، وخبئت لاحقا بعناية في البيوت، وبقي قسم منها حتى أيامنا هذه، فيما باع من تقدم به العمر قطعا عدة تفاديا للعوز.
«من اقتنى بنادق قديمة أو مسدسات بلجيكية (هرستال) من طراز (ابوضفر) وحافظ عليها، كسب أموالا كثيرة وبالعملة الصعبة في أيامنا هذه»، بحسب عبود (اسم مستعار) الناشط في تجارة الأسلحة الخفيفة. ويسهب في الشرح عن ان «السلاح القديم من نوعية جيدة له زبائنه، وهؤلاء يعرفون قيمته ولا يساومون على السعر. ويتخطى سعر مسدس الـ 14 من طراز «ابوضفر» وعمره أكثر من خمسين عاما 3500 دولار أميركي. فيما يتراوح سعر السمينوف الروسية (اذا توافرت، بعد انتشار البندقية المصنعة في الصين) بين 600 دولار و800 دولار».
هذه الاسلحة لأفراد لم ينغمسوا في الأعمال الحربية، ويمكن القول إنهم واكبوا «موجة الحرب والتفلت»، ولم يدركوا أن الأمور كانت أكبر من ان تحسمها بنادقهم ومسدساتهم.